واشنطن تكشف حصيلة قتلى جنودها في "كمين تدمر".. وسوريا: تحذيراتنا لم تُؤخذ بعين الاعتبار
أعلن البنتاغون، يوم السبت 13 كانون الأول/ديسمبر، مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني، وإصابة ثلاثة آخرين، في هجوم وقع بمدينة تدمر وسط سوريا.
القيادة الوسطى: مقتل المهاجم
وفي بيان، أفادت القيادة الوسطى الأميركية بأن الهجوم نفذه "مسلح منفرد" من تنظيم "داعش"، مشيرة الى أنه جرى الاشتباك مع المهاجم وقتله.
ولفتت الى أن هويات عناصر القوات المسلحة ستُحجب لمدة 24 ساعة، احتراما لعائلات الضحايا ووفقا لسياسة وزارة الحرب، على أن يتم تزويد الاعلام بالتحديثات فور توفرها.
هيغسيث: من يهاجمنا سيقتل دون رحمة
من جهته، أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث القضاء على "الارهابي" الذي نفذ الهجوم في وسط سوريا على يد "قوات شريكة"، مؤكدا أن "من يستهدف الاميركيين في أي مكان في العالم سيتم ملاحقته وقتله دون رحمة".
من جهته، دان المبعوث الأميركي الخاص الى سوريا توم براك بشدة ما وصفه بـ"الكمين الارهابي الجبان" الذي استهدف دورية أميركية سورية مشتركة في وسط البلاد، مضيفا :"نؤكد التزامنا بمواصلة هزيمة الإرهاب مع شركائنا السوريين".
تحذيرات سورية مسبقة
بدورها، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن أجهزة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة العاملة في منطقة البادية من احتمال تنفيذ تنظيم "داعش" هجوما، مشيرة إلى أن قوات التحالف الدولي لم تأخذ هذه التحذيرات بعين الاعتبار، ما أدى إلى وقوع الخرق الأمني.
وأكدت أن "عنصرا من داعش أطلق النار أثناء جولة لقيادة التحالف الدولي وقيادة الأمن الداخلي في بادية تدمر"، مشددة على أنه "ليش لمنفذ الهجوم أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يعد مرافقا للقيادة".
جولة ميدانية مشتركة
وفي وقت سابق، أفاد مصدر أمني سوري، بأن قوات الأمن السورية والقوات الأميركية تعرضتا لإطلاق نار في مدينة تدمر بوسط سوريا أثناء تنفيذ جولة ميدانية مشتركة.
وتندرج زيارة الوفد في إطار ما وصفه المرصد السوري لحقوق الإنسان باستراتيجية أميركية تهدف إلى تعزيز الحضور والتواجد في عمق البادية السورية.
وأوضح المصدر، نقلاً عن الوكالة السورية للأنباء (سانا)، أن الهجوم أسفر عن إصابة عنصرين من قوات الأمن السورية وعدد من أفراد القوات الأميركية، بينما قُتل مطلق النار على الفور.
من جهتها، نقلت "تلفزيون سوريا" عن مصادر أن عنصراً من الأمن الداخلي قتل، وأصيب 3 جنود أميركيين.
وتدخلت مروحيات أميركية لإجلاء المصابين إلى قاعدة التنف، فيما لم تتوفر حتى الآن معلومات حول دوافع الحادث أو ملابساته، وفق "سانا".
وأشارت الوكالة إلى توقف حركة السير مؤقتًا على الطريق الدولي دير الزور - دمشق، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران في أجواء المنطقة.
وتُعدّ هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ تولّي فصائل المعارضة الحكم في البلاد قبل عام، في وقت اتخذت فيه السلطات خلال الأشهر الماضية خطوات باتجاه التقارب مع الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أعلنت دمشق انضمامها رسميًا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك خلال زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن البنتاغون عن نشر حوالي ألفي جندي أميركي في سوريا.
وأوضح البنتاغون أن المهمة العسكرية الأميركية الرئيسية في سوريا تتمثل في إضعاف "داعش" ودعم الشركاء المحليين العاملين هناك، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي تحالف بقيادة الأكراد، لضمان عدم قدرة التنظيم على إعادة بناء ملاذ آمن.
ويعود تاريخ التدخل الأميركي في سوريا إلى أواخر عام 2019، عندما أمر الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب وزير الدفاع، جيمس ماتيس، بسحب جميع القوات الأميركية من البلاد.
لكن ماتيس عارض الخطة واستقال احتجاجًا على القرار، بينما قام ترامب بسحب معظم القوات، ثم أعاد نشرها لاحقًا، واستمر الوجود الأميركي في سوريا منذ ذلك الحين.
سيطرة داعش
وكان تنظيم "داعش" قد بسط سيطرته على مدينة تدمر خلال عامي 2015 و2016، في سياق تمدده الواسع في البادية السورية. وخلال تلك المرحلة، أقدم التنظيم على تدمير مواقع أثرية بارزة، ونفذ عمليات إعدام بحق مدنيين وعناصر عسكرية.
وفي وقت لاحق، خسر التنظيم المدينة بعد عمليات عسكرية نفذتها القوات الحكومية بدعم روسي، ثم بفعل ضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما أدى إلى تفكك سيطرته الواسعة بحلول عام 2019، رغم استمرار خلاياه في تنفيذ هجمات متفرقة في مناطق صحراوية.