بدء الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع
بدأت يوم الاثنين الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة لأكثر من نصف مليون طفل ضمن الجهود الطارئة لمنع تفشي المرض الذي اكتُشف في تموز/يوليو.
واكتشف الفيروس شديد العدوى في عينات الصرف الصحي وأدى إلى شلل طفل فلسطيني لا يتجاوز الشهر العاشر من عمره، هو ما يمثل أول حالة في المنطقة منذ 25 عامًا.
ولوقف انتقال الفيروس، يتطلب الأمر جرعتين على الأقل من اللقاح، ويجب تطعيم ما لا يقل عن 90 في المائة من الأطفال لمنع انتشار الفايروس.
وفي الشهرين الماضيين، تسلمت غزة 1.6 مليون جرعة من اللقاحات، بالإضافة إلى عدد من الثلاجات والمجمدات وصناديق الثلج وحاملات اللقاح من أجل صيانتها.
وسيعطى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وتسعة أعوام فيتامين أ "لتعزيز المناعة الشاملة" لديهم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وردّا على أسئلة عبر البريد الإلكتروني من يورونيوز، قال الدكتور حامد جعفري مدير استئصال شلل الأطفال في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بمنظمة الصحة العالمية: " تتكون عمليات الاستجابة لتفشي شلل الأطفال - سواء لفيروسات شلل الأطفال البرية أو المشتقة من اللقاح - بشكل عام من جولات تحصين متعددة، وهي ضرورية لوقف انتقال فيروس شلل الأطفال على مستوى المجتمع المحلي".
وأضاف أن مبادرة استئصال شلل الأطفال العالمية "تجري تحليلاً للمخاطر يساعد في تحديد عدد حملات شلل الأطفال اللازمة لوقف تفشي الفيروس، ونطاقها"، وتستهدف الحملة الأطفال دون سن العاشرة، في غزة.
البنية التحتية للمرافق الصحية مدمرة
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الحرب الإسرائيلية على غزة ونقص الإمدادات "أديا إلى استنفاد النظام الصحي تقريبًا".
وقال الجعفري إن الجولة الأولى من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة واجهت "تحديات لوجستية خطيرة"، بما في ذلك "البنية التحتية المدمرة بشدة من المرافق الصحية إلى الطرق"، وقيود الإمداد والعمال المدربين المحدودين بالإضافة إلى "قضايا الوصول بسبب انعدام الأمن، والحركة السكانية المستمرة والكبيرة" والوقود المحدود.
ستكون هناك شبكة من الفرق في المرافق الصحية ومراكز التوعية مع فرق متنقلة تصل إلى الأسر في الملاجئ والمخيمات في الجولة الثانية، كما في الأولى التي اعتبرت ناجحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك 800 شخص يعملون على الوعي حول المواقع التي يجري فيها التطعيم بالإضافة إلى الإعلانات الإذاعية والرسائل الرقمية الأخرى.
بقاء شلل الأطفال في غزة.. خوف على أطفال العالم كله
قال جعفري لـيورونيوز في رسالة بالبريد الإلكتروني:"يظل شلل الأطفال أطول حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا، ويذكرنا اكتشاف شلل الأطفال في قطاع غزة أنه حتى نوقف انتقال جميع فيروسات شلل الأطفال، يبقى الأطفال في كل مكان معرضين للخطر".
وأضاف: أن "نجاحنا في القضاء على شلل الأطفال إلى الأبد يكمن في العمل معًا. نحن أقرب من أي وقت مضى إلى عالم خالٍ من شلل الأطفال، ولكن يجب أن نواصل المسار ونكمل ما بدأناه".
وكانت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف قد كتبت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي أنه "تم الاتفاق على فترات توقف إنسانية محددة في مناطق معينة"، مضيفة أن من الأهمية بمكان احترامها. وقالت: "من المستحيل تطعيم الأطفال بدونها".