ناشط مؤيد لإسرائيل في فرنسا: تل أبيب تخسر حرب السرديات على وسائل الإعلام

وقال موس: "أنا محبط للغاية من استراتيجية العلاقات العامة لإسرائيل، أو بالأحرى من عدم وجودها. إسرائيل ببساطة لا تخوض هذه الحرب"، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وتابع الناشط، البالغ من العمر 26 عامًا والمعروف بأنه أحد أبرز الأصوات الشابة المؤيدة لإسرائيل في فرنسا: "هناك نوع من الغطرسة الإسرائيلية، والاعتماد على مقولة غولدا مائير الشهيرة: ’أفضل إدانتكم على تعازيكم‘. لكن هذه ليست استراتيجية قتالية. الساحة الإعلامية هي ساحة معركة بحد ذاتها".
ويرى موس أن الحرب التي تجري في غزة ليست عسكرية أو سياسية فقط، ولا يمكن حصرها في نطاق ضيق، لأن مواقع التواصل الاجتماعي وسرعة انتشار الأخبار بفضل وسائل الإعلام الجديدة خلقت معركة موازية في الفضاء الرقمي، حيث السردية هناك ليست لصالح إسرائيل، إذ إن هناك "ملايين الحسابات التي تتهمها بالإبادة والتجويع، لكن ردها على الاتهامات ضعيف للغاية"، وفقًا له.
ويقارن الناشط أداء إسرائيل الإعلامي بعدوتها، إذ يعتقد أن حركة حماس تخوض المعركة الإعلامية وتعرف كيف تهاجم، وأن على تل أبيب أن تواجهها بنفس الأدوات.
ثم يتابع: "لكن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون ببساطة القيام بذلك، وهذا أحد أسباب موجة الاعتراف بدولة فلسطينية، التي كان من الممكن تجنبها".
ويشرح أن الصور الآتية من غزة "قاتمة" ولا يمكن التغلب عليها، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن يكون ذلك أساسًا لاستراتيجية "الصمت"، لافتًا إلى أن هناك العديد من الإجراءات منخفضة التكلفة التي يمكن لإسرائيل اتخاذها في هذه المعركة.
ويعطي موس مثالًا على إدخال المساعدات، قائلًا: "على إسرائيل أن تعمل في الاتجاه المعاكس — أن تغمر الإنترنت يوميًا بمقاطع الفيديو الخاصة بها. أظهروا شاحنات المساعدات وهي تدخل غزة، ونهب حماس، والأسواق المزدحمة، والمطاعم المفتوحة. ضعوا الكاميرات على الجنود، وصوروا كل شيء، وانشروا ما يروي القصة الحقيقية. واجهوا صورهم التي تتلاعب بالواقع. هذه خطوات رخيصة وسهلة ولها مزايا فقط".
ويردف: "الضرر الذي لحق بصورة إسرائيل كان أكبر بكثير من أي مكاسب ضد حماس. عندها فقدنا الكثير من الجمهور الأوروبي الذي كان مترددًا".
ويضيف: "إنهم يردون على اتهامات الإبادة الجماعية والفصل العنصري بالحمص وعروض التكنولوجيا المتطورة. هذا لا يجدي نفعًا".
وتطرق موس إلى دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلًا إن هذه الدعوة تتعلق جزئيًا بإرثه الشخصي. ويوضح: "خلال ما يقرب من 10 سنوات في منصبه، لم يحقق شيئًا. لقد أشرف على أكبر موجة هجرة في تاريخ فرنسا، جلبت أعدادًا كبيرة من الأشخاص المعادين لليهود. الآن، القضية الفلسطينية هي كل ما تبقى له لترسيخ إرثه".
Today