فرقة "أوريا" غير النظامية.. مستوطنون إسرائيليون ينفذون عمليات هدم في قطاع غزة برواتب خيالية

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن وجود فرقة غير نظامية تُعرف باسم "أوريا"، تضم مستوطنين إسرائيليين من الضفة الغربية المحتلة، وتنشط منذ عام في قطاع غزة في مهمة تدمير منازل الفلسطينيين مقابل رواتب ضخمة.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الأربعاء إن هذه المجموعة تعمل تحت إشراف الجيش الإسرائيلي لكنها تعرض حياة الجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين للخطر، مشيرة إلى أنها إحدى فرق "تدمير غزة".
طبيعة الفرقة وعلاقاتها
أوضحت الصحيفة أن "قوة أوريا"، التي تستخدم أحيانًا الفلسطينيين دروعًا بشرية، ترتبط ببتسلئيل زيني، شقيق رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) المُعيّن ديفيد زيني. وأضافت أن أفراد هذه القوة يُشاهدون في جميع أنحاء غزة وهم يشغّلون معدات هندسية ثقيلة لغرض واحد هو التدمير.
وأكدت أن هذه القوة لا تعد إطارًا عسكريًا منظمًا، بل مجموعات صغيرة شُكلت بمبادرات مستقلة، في ظل غياب واضح للرقابة العسكرية.
غياب الإشراف العسكري
أشار التقرير إلى أن قادة وضباطًا وجنود احتياط أكدوا أن هذه الفرق تعمل بلا إشراف مباشر ولا تخضع لسيطرة واضحة، إذ لا يحدد الجيش هويات أفرادها ولا يبلغ عن تحركاتهم.
ونقلت الصحيفة عن أحد ضباط الهندسة في غزة قوله إن أبراهام أزولاي، المستوطن الذي قُتل برصاصة أصابت مقصورة جرافته قبل نحو شهرين في خان يونس، كان أحد عناصر قوة أوريا. وأوضحت أن أزولاي، البالغ 25 عامًا، كان من مستوطنة يتسهار، وشارك في عمليات هدم بخان يونس.
كما أوردت الصحيفة شهادة قائد عسكري قال إن عناصر هذه الفرق "لا يُبلّغون الكتيبة أو اللواء أو الفرقة عن مواقعهم أو طبيعة أعمالهم، ولا أحد يعلم بدقة متى يدخلون منطقة قتال".
مخالفة الأوامر العسكرية
بحسب "هآرتس"، تنص الأوامر العسكرية على ضرورة الإبلاغ عن دخول أي جندي أو قوة إلى غزة لضمان خروجها، وهو ما يلتزم به المقاولون الكبار المتعاملون مع وزارة الدفاع. غير أن هذه القاعدة لا تُطبق على الفرق المستقلة مثل "أوريا" وفرق الهدم الأخرى.
ونقلت عن قائد عسكري آخر أن أعضاء هذه الفرق يُجندون عبر مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا من المستوطنات، وبعضهم ناشطون بارزون في أوساط اليمين المتطرف بالضفة الغربية.
دوافع مالية وأيديولوجية
أشارت الصحيفة إلى أن مسؤولًا في منظومة الهندسة العسكرية بغزة أوضح أن الجيش لا يمتلك ما يكفي من القوات والمعدات لتنفيذ جميع المهام المطلوبة، ما يفتح الباب أمام شركات المقاولات الكبرى لتوفير معدات متطورة ومحترفين.
وأضافت أن المتطرفين المشاركين في هذه الفرق يدركون أن عملهم لا يرتبط فقط بدوافع أيديولوجية لهدم منازل الفلسطينيين، بل يحقق لهم مكاسب مالية ضخمة، إذ يحصل كل فرد منهم على نحو 6 آلاف شيكل يوميًا (1775 دولارًا)، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه "راتب خيالي".
رد الجيش الإسرائيلي
في محاولة لنفي ما كشفته الصحيفة، أصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا أكد فيه أن "قوة أوريا" عبارة عن وحدة عسكرية من جنود الاحتياط من تشكيلات مختلفة، تعمل باستخدام معدات هندسية بينها حفارات في جنوب قطاع غزة.
وأضاف الجيش أن "أي ادعاء بأنها قوة غير نظامية تعمل بشكل يُعرض الجنود للخطر هو ادعاء باطل"، وفق ما جاء في رده لـ"هآرتس".
Today