كاتس يهدد بتصعيد عسكري شامل ضد حزب الله: "لن نسمح بأي تهديد لشمال إسرائيل"
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، أن الجيش سيوسّع نطاق عملياته العسكرية في جنوب لبنان، مهدّداً بـ"تكثيف الضربات بأقصى شدة" ضد الحزب الله.
وجاء التصريح بعد 24 ساعة فقط من إعلان وزارة الصحة اللبنانية مقتل أربعة أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة النبطية السبت. وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربة قضت على "مسؤول الدعم اللوجستي" في قوة الرضوان التابعة لحزب الله، إلى جانب ثلاثة آخرين من عناصر القوة، متهماً إياهم بـ"نقل وسائل قتالية ومحاولة إعادة بناء بنى تحتية إرهابية".
ومنذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لم تتوقف إسرائيل عن تنفيذ غارات داخل الأراضي اللبنانية، بحجة استهداف مواقع عسكرية للحزب. كما تحتفظ بقوات في خمس نقاط حدودية، رغم انسحابها الرسمي من مناطق جنوبية كانت تحتلها خلال الحرب التي استمرت أكثر من عام، وبدأت بعد إطلاق حزب الله صواريخ على شمال إسرائيل رداً على اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وخلال تلك الحرب، فُرض على آلاف الإسرائيليين إخلاء منازلهم قرب الحدود لأشهر، بينما تكبّد حزب الله خسائر فادحة، شملت مقتل أمينه العام حسن نصرالله وكبار قادته في أيلول/سبتمبر 2024. ومع ذلك، لا يزال الحزب يحتفظ بقدرات عسكرية ومالية تتيح له الصمود.
انتقادات متبادلة بين بيروت وتل أبيب
وفي هذا السياق، وجّه كاتس انتقاداً لاذعاً للرئيس اللبناني جوزاف عون، في منشور على منصة "إكس" قائلاً: "حزب الله يلعب بالنار، والرئيس اللبناني يماطل"، وشدّد على أن "الالتزام الوحيد المقبول هو نزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب"، متوعداً بعدم السماح "بأي تهديد لسكان الشمال".
من جهته، دعا عون، بعد توغل عسكري إسرائيلي فجر الخميس إلى بلدة بليدا أسفر عن مقتل موظف في مبنى البلدية، الجيش اللبناني إلى "التصدي لأي اختراق في الأراضي الجنوبية المحررة".
وطلب الرئيس عون، الجمعة، من وزير خارجية ألمانيا "الضغط على المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية لحمل إسرائيل على الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن في تشرين الثاني الماضي". وشدّد على ضرورة "تمكين الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية الدولية، واستكمال تنفيذ الخطط الموضوعة لبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها".
وكان عون قد طرح فكرة مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدعم من الوساطة الأميركية التي قادها الرئيس دونالد ترامب، لكنه عاد واتهم تل أبيب بـ"الرد على دعوات الحوار بمزيد من الاعتداءات".
ضغوط أمريكية ورؤية واقعية
وفي السياق، أعرب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم باراك، خلال كلمته في منتدى حوار المنامة السبت، عن قلقه من "تفاقم الأوضاع الداخلية في لبنان"، مشدداً على أن "آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد إسرائيل".
ووصف باراك حزب الله بأنه "تنظيم إرهابي بالنسبة للولايات المتحدة، لكنه أيضاً حزب سياسي راسخ داخل النظام اللبناني"، مؤكداً أن "نزع سلاحه بالقوة غير واقعي". ودعا بدلاً من ذلك إلى "البحث عن سبل لمنع استخدام الحزب لسلاحه"، معتبراً أن إزالة هذا التهديد قد "تمهّد لإقامة علاقات خالية من المشاكل بين لبنان وإسرائيل".
وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي اليومي للجنوب اللبناني "يأتي نتيجة استمرار وجود هذه الأسلحة"، في إشارة ضمنية إلى أن استقرار الحدود مرهون بمعالجة ملف السلاح خارج إطار الدولة.
Today