شركة إسرائيلية تفتتح مصنعًا لإنتاج طائرات مسيّرة في المغرب

افتتحت شركة BlueBird Aero Systems، التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية Israel Aerospace Industries، موقعاً في المغرب لتصنيع ذخائرها الجوالة من طراز SpyX.

المصنع، الذي يقع في بنسليمان بمنطقة الدار البيضاء، يجعل المغرب أول دولة في شمال أفريقيا تنتج هذا النوع من الطائرات بمستوى تكنولوجي متقدّم.

ويأتي هذا المشروع ضمن مسار يهدف إلى نقل التكنولوجيا، إذ يتضمّن برنامجاً لتدريب مهندسين مغاربة على تجميع الأنظمة وصيانتها محلياً، بحسب وسائل إعلام محلية.

توسّع في الصناعة الدفاعية

يأتي إنتاج طائرة SpyX ليعكس توجّه المغرب نحو تطوير قدراته الدفاعية وتعزيز حضورها في قطاع الصناعات العسكرية المتقدمة. وهذه الطائرة المسيّرة التكتيكية الدقيقة قادرة على ضرب الدبابات والعربات المدرعة وتجمعات الجنود على مسافة تصل إلى خمسين كيلومتراً.

وهذه الطائرة مزوّدة برأس حربي يزن 2.5 كيلوغرام، وتبلغ سرعتها القصوى 250 كيلومتراً في الساعة، وقادرة على تنفيذ مهام ذاتية لمدة تصل إلى 90 دقيقة. وقد اختبرتها القوات المغربية بنجاح في آذار/ مارس 2024.

وتواصل الرباط هذا المسار عبر إطلاق مراكز لإنتاج الطائرات المسيّرة بالتعاون مع شركة Baykar التركية وTata Advanced Systems Maroc الهندية، إلى جانب توسيع مشترياتها من المعدات الأمريكية، ومنها دعم دبابات Abrams.

وقد رفعت ميزانيتها الدفاعية إلى نحو 15.7 مليار دولار لعام 2026، في إطار خطة تهدف إلى تعزيز قدراتها العسكرية وبناء صناعة دفاعية محلية أكثر استقلالاً وتطوراً.

تعاون دفاعي مع إسرائيل

وفقاً لموقع FesNews، انطلقت عمليات BlueBird في المغرب بعد توقيع اتفاقات أبراهام عام 2020. وأُعلن عن إنشاء المصنع في نيسان/ أبريل 2024، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2025 ذكرت تقارير أن فنيين مغاربة زاروا مصانع الشركة في الدولة العبرية.

ومنذ التطبيع، عزز البلدان علاقاتهما الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية. فبعد عام على الاتفاق، وُقّعت مذكرة تفاهم تشمل صفقات سلاح وتعاوناً استخباراتياً ومشاريع دفاعية مشتركة. كما وقّع المغرب اتفاقيات مع شركات إسرائيلية، منها نظام Barak 8، ومدفع ATMOS، وعشرون راداراً لطائرات F-5E، وصواريخ EXTRA.

ومثل دول عربية أخرى مرتبطة بعلاقات رسمية مع إسرائيل، حاول المغرب الحد من الظهور العلني لهذا التقارب خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة من أجل تهدئة الرأي العام المحلي، لا سيما مع تصاعد الغضب الشعبي، غير أنّ التعاون الأمني والاستخباراتي استمرّ بين الجانبين، بل بات في واحدة من أقوى مراحله.