"سأقتل نفسي قبل أن أعود إليهم"... محاولة هروب يائسة لضحايا شبكات الاحتيال في ميانمار

في الفيديو، ظهر عدد منهم وهو يسير في طرقات ترابية، يحمل على ظهره ويجرّ بيده أمتعة قليلة، أملًا في الوصول إلى الحرية.
بعض الضحايا حدّثوا وكالة "أسوشيتد برس" عن معاناتهم، موضحين أنهم كانوا يُجبرون على قضاء ساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر لتنفيذ عمليات احتيال إلكترونية لصالح العصابات نفسها التي خدعتهم.
وقد ذكر الناجون أنهم كانوا يتعرضون للضرب ولعقوبات بدنية قاسية في حال فشلهم في تحقيق الأهداف "المنشودة".
وتضم المجموعة التي حاولت الهرب حديثًا غالبية من إثيوبيا ودول إفريقية أخرى، وقد ضغطت الصين سابقًا على حكومتي ميانمار وتايلاند لإطلاق سراح عدد كبير من رعاياها الذين واجهوا مصيرًا مشابهًا.
وحتى الآن، عاد نحو 7,200 شخص من ضحايا تلك الشبكات إلى أوطانهم، معظمهم من الصين، لكن حوالي 1,700 آخرين ما زالوا محتجزين في ميانمار في معسكرات أو مجمعات احتيال أُعيد تأهيلها، تقع تحت سيطرة "قوة حرس الحدود الكارين"، وهي ميليشيا عرقية تهيمن على المنطقة.
وعلى الرغم من جهود منظمات غير حكومية لجمع التبرعات لمساعدة الضحايا على العودة إلى بلادهم، إلا أن بطء الإجراءات وتضارب القوائم الرسمية أعاق عودة البعض منهم، حتى لمن يحملون تذاكر طيران.
وقد تسلل الخوف إلى قلوب المحتجزين بعدما زار أحد أفراد شبكات الاحتيال الإلكتروني المركز الذين كانوا فيه، وحاول إقناعهم بالعودة إلى العمل.
بدورها، قالت إحدى النساء، التي تنتظر العودة إلى إثيوبيا منذ أكثر من شهرين": "سنقتل أنفسنا بدلًا من العودة إليهم."
وأوضحت أنها وصلت إلى ميانمار ظنًا منها بأنها حصلت على وظيفة في خدمة العملاء، لكنها اكتشفت أنها ضحية اتجار بالبشر وأُجبرت على العمل في عمليات احتيال إلكترونية واسعة.
ووفقًا لشهود عيان ومقاطع فيديو حصلت عليها "أسوشيتد برس"، فشلت محاولة الضحايا للهرب، إذ اعترضتهم مجموعة مسلحة في الشارع لاحقًا.
وبعد مواجهة قصيرة، أعلن أحد الجنود استعداده للنقاش، مما دفع المجموعة للعودة أدراجها.
Today