عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو تصاعد الأزمة الإنسانية

وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، إنه بعد عامين من الحرب يقف السودان أمام مفترق طرق والحل الوحيد الذي يطرحه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حاليا هو الحل العسكري.
وأضاف حميدتي أننا "لسنا في حرب؛ لأننا نحب العنف، بل لأن كل الطرق السلمية سدت من قبل الجيش".
وخلال مؤتمر دولي عقد في لندن الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن حزمة مساعدات جديدة للسودان بقيمة 140 مليون يورو.
واجتمع دبلوماسيون ومسؤولو إغاثة عالميون في لندن للضغط من أجل بذل المزيد من الجهود الإنسانية لمحاولة مساعدة المتضررين من الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في السودان.
وفي سياق متصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين، استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان.
ودعا أنطونيو غوتيريش إلى "وقف الدعم الخارجي" وحض من يملكون "النفوذ الأكبر" على الأطراف المتحاربة إلى تحسين حياة السودانيين "لا لإدامة الكارثة" الإنسانية الهائلة.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن عدد الأطفال المحتاجين للمساعدات الإنسانية قد تضاعف، من 7.8 مليون طفل في بداية عام 2023 إلى أكثر من 15 مليون طفل اليوم.
ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لأن الوضع المتردي "قد يتحول إلى كارثة أكبر". وأضافت اليونيسف: "إن عنف الأطراف ضد الأطفال، والجوع، والمرض آخذ في التصاعد".
وخلال الشهر الماضي، حقق الجيش السوداني انتصارًا كبيرًا باستعادة العاصمة الخرطوم من قوات حميدتي. لكن ذلك لم يُدخل الحرب إلا إلى مرحلة جديدة قد تؤدي إلى تقسيم فعلي للبلاد.
ويومي الجمعة والسبت، شن مقاتلو قوات الدعم السريع وحلفاؤها هجومًا عنيفًا على مخيمين للاجئين في منطقة دارفور الغربية، مما أسفر عن مقتل 300 شخص على الأقل.
ويعاني مخيما زمزم وأبو شوك، اللذان يؤويان نحو 700 ألف سوداني فرّوا من ديارهم، من المجاعة، ولا يستطيع عمال الإغاثة الوصول إليهما بسبب القتال.
ويواجه نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 50 مليون نسمة، خطر المجاعة. وأكد برنامج الغذاء العالمي انتشار المجاعة في 10 مواقع، ويُشير إلى إمكانية انتشارها، مما يُعرّض الملايين لخطر المجاعة.
واندلعت الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023، مع معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع في شوارع الخرطوم، سرعان ما امتدت إلى أجزاء أخرى من البلاد.
وتسبب القتال في دمار أجزاء كبيرة من الخرطوم. وفرّ ما يقرب من 13 مليون شخص من ديارهم، ولجأ أربعة ملايين منهم إلى الدول المجاورة.
وسُجّل مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص، لكن العدد الحقيقي للقتلى أعلى بكثير على الأرجح.
واتُهم كلا الجانبين بارتكاب فظائع، واشتهر مقاتلو قوات الدعم السريع بمهاجمة قرى في دارفور، وارتكابهم عمليات قتل جماعي للمدنيين واغتصاب النساء.
ويواجه مئات الآلاف من الأشخاص المحاصرين بسبب القتال خطر الجوع والموت جوعًا.
وحتى الآن، كانت ولاية شمال دارفور، وتحديدًا مخيم زمزم، بؤرة المجاعة.
وتحاصر قوات الدعم السريع المخيم في إطار هجومها على الفاشر، عاصمة الإقليم وآخر معاقل الجيش الرئيسية في إقليم دارفور.
Today