اشتباكات أمستردام.. الأحداث بدأت قبل المباراة بوقت طويل والسبب: مشجعو مكابي
ذهبت "يورونيوز" إلى أمستردام وتحدثت مع ممثلي كل مجتمع، وكشفت أن الأحداث التي أعقبت مباراة مكابي تل أبيب الإسرائيلي وأياكس أمستردام الهولندي، بدأت قبل المباراة بوقت طويل وبشكل أكثر تعقيداً مما ظهر في التقارير الأولية.
ولا تزال أصداء تلك الاشتباكات بين أنصار مكابي تل أبيب وأنصار الفلسطينيين تتردد في شتى أرجاء أوروبا، خاصة أنها أثارت ضجة دولية، وهددت بتصعيد إضافي في ظل الاستقطاب القائم حالياً بين المجتمعين.
ويضاف إلى ذلك، أن العاصمة الفرنسية باريس تستعد لاستضافة مباراة بين منتخبي فرنسا وإسرائيل، الخميس المقبل، ضمن دوري الأمم الأوروبية.
ووصف قادة أوروبيون ما حدث للمشجعين الإسرائيليين بأنه "معاد للسامية"، بعد أن ركزوا على جانب معين من الاشتباكات وتجاهلوا الإشارات إلى استفزازات وأعمال عنف ارتكبها الإسرائيليون وسبقت المباراة.
ماذا حدث بالضبط؟
كانت أمستردام مسرحاً لتوترات متزايدة، قبل يوم من المباراة، إذ وصل الآلاف من أنصار مكابي تل أبيب إلى هولندا قادمين من تل أبيب، قبيل مباراة فريقهم مع أياكس أمستردام ضمن الدوري الأوروبي.
وفي مؤتمر صحفي، ذكرت شرطة أمستردام أن التوترات بدأت عندما أحرق المشجعون الإسرائيليون علماً فلسطينياً في "ساحة دام" أو ساحة السد، كما انتزعوا أعلاماً فلسطينية أخرى كانت موضوعة على منازل.
أضافت الشرطة أن المشجعين الإسرائيليين خربوا سيارة أجرة، وهو ما قاد إلى اشتباكات بين هؤلاء و400 من سائقي الأجرة في أمستردام.
ويظهر مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع في شبكات التواصل أحد مشجعي مكابي وهو يُدفع أو يقفز في قناة مياه بأمستردام، بينما يصرخ المتفرجون "قولوا فلسطين حرة وسنرحل". لم تتمكن "يورونيوز" من التحقق من صحة الفيديو بشكل مستقل.
وعلى الرغم من جهود الشرطة الهولندية لتهدئة التوتر، إلا أنه الأحداث تصاعدت، بعد ظهر الخميس، عندما وقعت مناوشات بين المشجعين الإسرائيليين ومعارضيهم في ساحة السد.
وقبل انطلاق المباراة، انتشر فيديو على شبكات التواصل يوجه فيه المشجعون الإسرائيليون شتائم بذيئة للفلسطينيين، وقال: "دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر، وعندها سنضاجع العرب"، ووصلت هتافاتهم إلى القول "لا يوجد مدارس في غزة لأن لم يتبق أطفال"، ولم تتمكن "يورونيوز" من التحقق من صحة الفيديو بشكل مستقل.
وذكرت تقارير إعلامية أن المشجعين الإسرائيليين شوشوا على دقيقة الصمت في بداية المباراة، حداداً على أرواح ضحايا الفيضانات في إسبانيا، بالهتافات والصافرات والألعاب النارية.
وبحسب الشرطة، ظل الوضع تحت السيطرة حتى نهاية المباراة. بعدها، انفجرت الأحدث، حيث تجمع أشخاص في وسط أمستردام، وباشروا بالهجمات على الإسرائيليين، مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص في "الهجمات الخطيرة"، بحسب الشرطة.
وقال أشخاص تحدثت إليهم "يورو نيوز" إن الهجمات كانت تستهدف أنصار الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء بناء على هوياتهم.
وذكر أحد مشجعي مكابي أن أحد أصدقائه نجا من مشاجرة لأنه كان يحمل هوية غير إسرائيلية.
اعتراف بسلوك إسرائيلي غير جيد
ويقول جير ستراندرز، وهو عضو مجلس إدارة الجمعية اليهودية التقدمية في أمستردام، إن بعض القادة استخدموا كلمة "مذبحة" في محاولة لتقسيم المجتمعات.
ويتابع: "الهجمات الممنهجة لديها القدرة على تخويف المجتمع اليهودي".
وقال: "لكن عندما ترى صور الإسرائيليين، الذين أثاروا الشغب بشكل جزئي، وفعلوا أشياء غير جيدة، والتي عليك أن تدينها، فأنا أفهم أن الشباب المسلمين يشعرون بالانزعاج".
في المقابل، ترى الناشطة المؤيدة لفلسطين ومؤسسة حركة (MiGreat)، روس ييكيما، التي ترتدي الكوفية وسترة مكتوب عليها "فلسطين حرة" أنها تخشى استهداف المؤيدين لفلسطين بسبب موقفهم.
وتقول: "شعر الكثير من الأشخاص بعدم الارتياح حتى عند ارتداء الكوفية طوال الأسبوع، لأننا سمعنا عن الهجمات العنصرية طوال الأسبوع الماضي والتي طالت مبان وأشخاص لأنهم يبدون مسلمين".
السلطات المحلية تجاهلت الدعوات
وحثت الجماعات الهولندية المؤيدة للفلسطينيين المدينة على إلغاء المباراة قبل أيام احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة ولبنان.
لم يتم إلغاء المباراة، لكن في المقابل، منعت السلطات المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين من الاقتراب من الاستاد حيث كان من المقرر أن تقام المباراة، بقرار من عمدة أمستردام فيمكي هالسيما.
وقالت إن حركة المقاطعة دعت لسنوات إلى حظر إسرائيل والفرق الإسرائيلية لكرة القدم من المسابقات الأوروبية.
وأضافت: "لا أفهم كيف اعتقدت الحكومة الهولندية أو البلدية أن هذه فكرة جيدة (تنظيم المباراة) ولم تعتقد أن الناس سيخرجون إلى الشوارع".
Yesterday