قمة أوروبية طارئة في باريس حول أوكرانيا فهل تنتزع بروكسل مقعدها في المفاوضات رغم أنف ترامب؟

وعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمتحدثين باسمه لم يؤكدوا رسميًا خبرانعقاد القمة، إلا أن مصادر أوروبية أشارت إلى احتمال انعقادها. فقد ألمح وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، خلال جلسة في مؤتمر ميونيخ للأمن يوم السبت، إلى أن القمة ستُعقد على الأرجح يوم الاثنين، موضحًا أن التفاصيل النهائية سيتم الاتفاق عليها يوم الأحد.
ونشر سيكورسكي في وقت سابق منشورات عبر منصة "إكس" تفيد بأن الاجتماع سيُعقد، لكنه حذفها لاحقًا دون أي توضيح.
ويأتي هذا الاجتماع وسط تصاعد القلق من التصريحات الأمريكية الأخيرة التي تشير إلى توجه واشنطن لاستبعاد أوروبا من أي اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. وقد أشار المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، إلى أن أوروبا لن تكون جزءًا من محادثات السلام المرتقبة بين واشنطن وموسكو وكييف.
ومع ذلك، أوضح كيلوغ، والذي من المقرر أن يزور بروكسل الاثنين، أن الموقف الأوروبي سيؤخذ في الاعتبار عند بحث أي اتفاق محتمل.
وقال كيلوغ ردًا على سؤال حول دور أوروبا في محادثات السلام: "أنا من مدرسة الواقعية، وأعتقد أن هذا لن يحدث". وأضاف موجهًا حديثه إلى القادة الأوروبيين: "بدلًا من أن تشتكوا أنهم لستم موجودين على طاولة المفاوضات، قدموا مقترحات وأفكارًا ملموسة، لا سيما فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي".
زيلينسكي يدعو لتشكيل "جيش أوروبي مشترك"
وسط تزايد القلق الأوروبي من توجهات السياسة الأمريكية، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، إلى تشكيل "قوة عسكرية موحدة" لأوروبا، في خطوة تعكس تزايد عدم الثقة بين بروكسل وواشنطن بشأن الأمن الأوروبي.
وقال زيلينسكي: "أعتقد حقًا أن الوقت قد حان لتشكيل جيش أوروبي مشترك". وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يشر إليه أبدًا برغبته في إشراك أوروبا بأي مفاوضات محتملة مع روسيا، مشيرًا إلى أن السياسة الدولية تمر بمرحلة تحول.
وأكد الرئيس الأوكراني أن "العهد الذي كانت فيه الولايات المتحدة تدعم أوروبا دون شروط قد ولى"، داعيًا القارة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والحد من اعتمادها على أي جهة خارجية.
ستارمر بين واشنطن وباريس.. دور بريطاني جديد؟
من المتوقع أن يحضر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر القمة المرتقبة في باريس، في خطوة تُسلط الضوء على الدور الذي تسعى بريطانيا للعبه في إعادة توحيد الحلفاء الغربيين.
كما أنه من المقرر أن يزور ستارمر واشنطن في أواخر شباط/فبراير للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أكد الأخير يوم الجمعة أن رئيس الوزراء البريطاني طلب الاجتماع به خلال مكالمة هاتفية بينهما، لكنه لم يكشف عن تفاصيل المناقشات المرتقبة.
وأشار ترامب إلى أن علاقته بستارمر "جيدة للغاية"، ما يفتح المجال أمام تكهنات حول ما إذا كانت بريطانيا تسعى للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وأوروبا، في وقت يتسم بتزايد الغموض حول مستقبل العلاقات بين ضفتي الأطلسي.
Today