...

Logo Pasino du Havre - Casino-Hôtel - Spa
in partnership with
Logo Nextory

هل تمنعك الأطعمة المصنعة من خسارة الوزن؟ إليك ما تقوله الدراسات

Business • Aug 5, 2025, 4:00 PM
3 min de lecture
1

كشفت دراسة بريطانية جديدة أن الأشخاص الذين يطهون وجباتهم المنزلية المعالجة يخسرون وزناً أكثر مقارنة بمن يتناولون وجبات جاهزة فائقة المعالجة، حتى وإن بدت هذه الأطعمة صحية.

ولطالما اعتبر خبراء التغذية الأطعمة فائقة المعالجة المحرّك الأساسي لأزمة السمنة التي تطال واحدًا من كل ثمانية أشخاص حول العالم.

وغالبًا ما تكون هذه الأطعمة غنية بالدهون المشبعة والسكر والملح، مثل رقائق البطاطس المقرمشة واللحوم المصنعة. لكنها تضم أيضًا بعض الأطعمة الأساسية كشرائح الخبز الكامل والفاصوليا، ما يشير إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة ليست دائمًا غير صحية.

وأثار ذلك جدلًا واسعًا حول ما إذا كانت المكونات أم عملية المعالجة بحد ذاتها هي العامل الأهم عندما يتعلق الأمر بصحتنا.

تشير أحدث دراسة نُشرت على الموقع الإلكتروني لمجلة Nature Medicine إلى أن الأنظمة الغذائية قليلة المعالجة تُعد الأفضل لفقدان الوزن، إلا أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة قد تبقى صحية ما دامت تلتزم بالإرشادات الغذائية.

وقالت تريسي باركر، رئيسة قسم التغذية في مؤسسة القلب البريطانية، في بيان: "الاستغناء التام عن الأطعمة فائقة المعالجة في وجباتنا ليس خيارًا واقعيًا بالنسبة لمعظمنا".

وأضافت باركر، التي لم تشارك في الدراسة: "لكن إدخال المزيد من الأطعمة قليلة المعالجة، مثل الوجبات الطازجة أو المعدّة في المنزل، ضمن نظام غذائي متوازن، يمكن أن يوفر فوائد إضافية أيضًا".

نتائج أوّلية واعدة

استندت النتائج إلى تجربة سريرية شملت 55 بالغًا في إنجلترا. وقبل الدراسة، كان المشاركون يتّبعون نظامًا غذائيًا منخفض القيمة الغذائية يعتمد إلى حد كبير على الأطعمة فائقة المعالجة، في حين بلغ متوسط مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم نحو 33، وهو ما يُصنّف ضمن فئة السمنة.

قسّمت التجربة المشاركين البالغين إلى مجموعتين، اتّبعت إحداهما نظامًا غذائيًا قائمًا على أطعمة قليلة المعالجة مثل السباغيتي البولونيز المعدّة في المنزل أو الشوفان، بينما تناولت المجموعة الثانية أطعمة فائقة المعالجة مثل اللازانيا الجاهزة. وبعد فترة استراحة امتدت لشهر، تبادلت المجموعتان النظام الغذائي لتتناول كل منهما وجبات من النظام الآخر لمدة ثمانية أسابيع إضافية.

واللافت أن كلا النظامين الغذائيين استوفيا الإرشادات البريطانية المعتمدة لنظام صحي ومتوازن، والتي تراعي مستويات الدهون المشبعة والبروتين والكربوهيدرات والملح والألياف، إلى جانب كمية الفاكهة والخضروات المستهلكة. وكان الفرق الوحيد بين النظامين هو درجة معالجة الوجبات.

ومع نهاية الدراسة، سجلت كلتا المجموعتين فقدانًا في الوزن، لكن البالغين خسروا ضعف الوزن تقريبًا عند تناولهم وجبات قليلة المعالجة، إذ فقدوا نحو 2 في المئة من وزنهم، مقابل نحو 1 في المئة عند اتباع النظام الغذائي القائم على الأطعمة فائقة المعالجة.

وقال صامويل ديكن، الباحث المشارك في إدارة التجربة بكلية لندن الجامعية: "صحيح أن نسبة 2 في المئة قد لا تبدو كبيرة جدًا، لكنها تحققت خلال ثمانية أسابيع فقط، ومن دون أن يبذل المشاركون جهدًا فعليًا لتقليل كميات الطعام التي يتناولونها".

وأضاف: "مع الوقت، قد يُحدث ذلك تأثيرًا ملحوظًا".

وقال الباحثون إنه على مدى عام كامل، من المتوقع أن يفقد الرجال الذين يتبعون نظامًا غذائيًا قليل المعالجة نحو 13 في المئة من وزنهم، مقابل 4 في المئة فقط لدى من يتّبعون نظامًا غنيًا بالأطعمة فائقة المعالجة. أما بالنسبة للنساء، فتُترجم النتائج إلى انخفاض في الوزن بنسبة 9 في المئة مع النظام قليل المعالجة، مقارنة بـ4 في المئة أيضًا مع النظام فائق المعالجة.

الاختلافات الغذائية

أظهر المشاركون انخفاضًا أكبر في الوزن عند اتباعهم نظامًا غذائيًا قليل المعالجة، ويُعزى ذلك إلى انخفاض في كتلة الدهون والماء في أجسامهم، ما اعتبره الباحثون مؤشرًا على تحسّن تكوين الجسم بشكل عام.

كما أفاد المشاركون بأن رغبتهم في تناول الطعام كانت أقل أثناء التزامهم بالنظام الغذائي قليل المعالجة.

أما على صعيد المؤشرات الصحية الأخرى، مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستويات سكر الدم والكوليسترول ووظائف الكبد والالتهابات، فلم تُسجّل فروقات كبيرة بين النظامين.

وأشار خبراء مستقلون إلى أن خسارة الوزن أثناء اتباع نظام غذائي فائق المعالجة تُظهر أن هذه الأطعمة ليست بمجملها ضارة.

قال غونتر كونل، أستاذ التغذية وعلوم الأغذية في جامعة ريدينغ، في بيان: "أكثر ما يلفت في نتائج الدراسة هو أن المشاركين في كلا المجموعتين فقدوا الوزن، وهو ما يتعارض مع الادعاءات القائلة إن الأطعمة فائقة المعالجة تؤدي بالضرورة إلى زيادة الوزن".

وأضاف كونل، الذي لم يشارك في الدراسة، أن النتائج "تدل على أن النظام الغذائي المتوافق مع التوصيات الغذائية الحالية لا يعيق الحفاظ على الوزن، سواء احتوى على أطعمة فائقة المعالجة أم لا".

ومن أبرز قيود الدراسة أنها شملت 55 شخصًا فقط ممّن اتّبعوا كلا النظامين الغذائيين.

وحذّر باحثون مستقلون من أن الجسم يحتاج إلى وقت للتأقلم مع عادات الأكل الجديدة، مما يستدعي إجراء دراسات أطول وبمشاركة عدد أكبر من الأشخاص لفهم التأثير الدقيق للأطعمة فائقة المعالجة على صحتنا.

ومع ذلك، أكد الباحثون أن هذه النتائج تنسجم مع دراسات سابقة تُظهر أن الحصول على طعام مغذٍ يشكّل عاملًا أساسيًا في الحفاظ على الصحة.

وأشار الدكتور كريس فان تولكن، أحد مؤلفي الدراسة والباحث في كلية لندن الجامعية في مجال تأثير الشركات على صحة الإنسان، إلى أن "الانتشار الواسع للأطعمة الرخيصة وغير الصحية" يُعد محرّكًا رئيسيًا للسمنة وتدهور الصحة في مختلف أنحاء العالم.

ودعا إلى تبنّي إجراءات سياسية تحدّ من جاذبية الخيارات غير الصحية، مثل استخدام الملصقات التحذيرية، وفرض قيود على التسويق، وفرض ضرائب عليها. وقال إن الدراسة "تؤكد أهمية إعادة توجيه السياسات بعيدًا عن التركيز على المسؤولية الفردية".