الإمارات تطلق نموذجاً جديداً للذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة وينافس أوبن آي وديب سيك

كشفت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI) في أبو ظبي يوم الثلاثاء عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة تأمل أن ينافس DeepSeek وOpenAI.

في يناير الماضي، تعزز عالم الذكاء الاصطناعي بمزيد من الانجازات بعد أن قال مختبر الأبحاث DeepSeek ومقره الصين إنه استطاع أن يلحق بإنجازات OpenAI الشركة الأمريكية الأمّ التي تصنع ChatGPT، حيث لا يكلف مشروعه إلا جزءا بسيطا من الميزانية والطاقة المستخدمة من قبل أوبن آي.

وقد أطلقت الإمارات على نموذجها الجديد اسم K2 Think، وييدو أن يتميز بصغر حجم البارامترات، أو متغيرات تكوين نموذج التعلّم الآلي التي تتحكم في كيفية معالجة البيانات وإجراء التنبؤات، مقارنةً بمنافسيه من الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يؤكد الباحثون الذين طوروا النظام أن أداءه يعادل نماذج التفكير الخاصة بـ OpenAI وDeepSeek.

وأوضحت الجامعة في بيان صحفي أن نموذجها K2 Think يمثل "فئة جديدة من نماذج التفكير المنطقي"، مشيرةً إلى أنه "يعتمد على الضبط الدقيق لسلسلة طويلة من الأفكار تحت إشراف متواصل لتعزيز العمق المنطقي، يليه التعلم المعزز بالمكافآت القابلة للتحقق لتحسين الدقة في حل المشكلات المعقدة".

من جهته، قال هيكتور ليو، مدير معهد MBZUAI للنماذج التأسيسية التابع للجامعة، في مقابلة مع شبكة CNBC: "ما يميز نموذجنا هو أننا نتعامل معه كنظام كامل وليس مجرد نموذج تقليدي".

وأضاف: "على عكس نموذج المصدر المفتوح العادي الذي يقتصر على إصدار النموذج فقط، نحن نقوم بنشره فعليًا ونراقب كيفية تحسينه وتطويره بمرور الوقت".

وقالت شركة MBZUAI أيضًا إن نموذج K2 Think "يُعد أحد أسرع أنظمة التفكير وأكثرها كفاءة على الإطلاق". وتشير الشركة إلى أن النموذج قادر على معالجة 2,000 رمز في الثانية، أي ما يعادل نحو 1,500 كلمة تقريبًا.

تم بناء K2 Think على نموذج اللغة الكبير Qwen 2.5 من شركة علي بابا، ويعمل على أجهزة من شركة Cerebras المتخصصة في صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي.

وعلى غرار نموذج R1 من DeepSeek، فإن K2 Think مفتوح المصدر أيضًا، ما يعني أن بيانات التدريب والأوزان الخاصة به متاحة للجمهور.

وأوضحت الجامعة: "هذا المستوى الجديد من الشفافية يضمن إمكانية دراسة كل خطوة من خطوات كيفية تعلم النموذج للتفكير، وإعادة إنتاجها، وتوسيع نطاقها من قبل مجتمع البحث العلمي العالمي".

سباق الذكاء الاصطناعي العالمي

قد يكون لهذا الإصدار آثار كبيرة على سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.

فعلى الرغم من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، تليها الصين، إلا أن دولًا أخرى تحاول ترك بصمتها في هذا المجال.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "نموذج K2 Think يمثل لحظة حاسمة للذكاء الاصطناعي في الإمارات. إنه يعكس كيف يمكن للابتكار المفتوح والشراكات الوثيقة بين القطاعين العام والخاص أن تجعل أبوظبي رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويبرهن أن مستقبل التفكير لن يتحدد بالحجم فحسب، بل بالإبداع والتعاون".