تقرير يكشف: "إنستغرام" يفشل في حماية المراهقين

رغم التحذيرات الممتدة منذ سنوات، بدءاً من جلسات الاستماع في الكونغرس والدعاوى القضائية مروراً بالأبحاث الأكاديمية وشهادات المراهقين والآباء، يكشف تقرير جديد أن إنستغرام، التطبيق الشهير التابع لشركة ميتا، لا يزال عاجزاً عن حماية القُصّر والمراهقين من المخاطر. 

التقرير الذي أعده الموظف السابق والمبلّغ عن المخالفات أرتورو بيجار بالتعاون مع أربع منظمات غير ربحية، وصف أدوات الأمان في المنصة بأنها “غير فعّالة بشكل مؤسف”.

التقرير، الذي شاركت في إعداده جامعتا نيويورك ونورث إيسترن إلى جانب مؤسسات مولي روز وFairplay وParentsSOS، اتهم ميتا بالتركيز على إطلاق أدوات دعائية موجهة للآباء والمراهقين، بدلاً من اتخاذ “خطوات حقيقية” لمعالجة التهديدات الفعلية على التطبيق.

أدوات غائبة وأخرى غير مجدية

وفقاً للتقرير، تم تقييم 47 خاصية من أصل 53 ميزة أمان طرحتها ميتا للمراهقين على إنستغرام. النتيجة جاءت صادمة: معظم الأدوات لم تعد متاحة أو تبين أنها عديمة الجدوى، فيما عملت ثماني أدوات فقط كما هو مخطط لها. التقرير أوضح أن تركيزه لم يكن على الرقابة على المحتوى، بل على تصميم المنصة نفسه الذي يتيح للغرباء البالغين الوصول بسهولة إلى حسابات القُصّر، ويوصي بهم أحياناً عبر خوارزميات “الريلز” و“اقتراحات المتابعة”.

الأخطر من ذلك، بحسب التقرير، أن تصميم التطبيق لا يوفر آلية فعّالة للمراهقين للإبلاغ عن المضايقات أو التحرشات، خصوصاً الجنسية منها.

محتوى غير مناسب وخوارزميات محفوفة بالمخاطر

رغم وعود ميتا بعدم عرض محتويات ضارة مثل إيذاء النفس أو اضطرابات الأكل أو الانتحار، إلا أن الحسابات التجريبية التي أنشأها معدّو التقرير تلقت توصيات بمحتوى صادم، شمل مشاهد عنف وحوادث مميتة وكسور جسدية، إضافة إلى مقاطع ذات طابع جنسي صريح ورسوم كرتونية بأوصاف مُهينة.

كما كشف التقرير أن أطفالاً تقل أعمارهم عن 13 عاماً  "بل إن بعضهم يبدون في سن السادسة " ينشطون على المنصة، ويتعرضون لتشجيع خوارزمي على أداء رقصات وسلوكيات ذات إيحاءات جنسية.

دفاع ميتا وانتقادات متصاعدة

شركة ميتا سارعت إلى نفي نتائج التقرير ووصفتها بأنها “مضللة وخطيرة”، مؤكدة أن حسابات المراهقين التي أنشأتها توفر حماية تلقائية وأدوات رقابة أبوية سهلة الاستخدام.

وأشارت إلى أن هذه الحسابات ساهمت في تقليل المحتوى الحساس والتواصل غير المرغوب فيه. لكنها لم تكشف عن حجم استخدام الأهالي الفعلي لأدوات الرقابة الأبوية.

في المقابل، هاجم المدعي العام لولاية نيو مكسيكو راؤول تورّيز، الذي يلاحق الشركة قضائياً، ما وصفه بـ“إصرار ميتا على إقناع الأهالي والمراهقين بسلامة منصاتها بدلاً من ضمان هذه السلامة على أرض الواقع.”

توصيات لحماية أكبر

دعا التقرير ميتا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة، أبرزها: اختبار أدوات المراسلة والحظر عبر فرق “Red-Team” لمحاكاة الهجمات من مستخدمين خبيثين، وتوفير وسيلة سهلة ومجزية للإبلاغ عن المضايقات في الرسائل المباشرة، إضافة إلى نشر بيانات شفافة حول تجارب المراهقين على التطبيق، وضمان أن تكون التوصيات الموجهة لحسابات المراهقين بعمر 13 عاماً “مناسبة لفئة عمرية صغيرة” (PG-rated).

واختتم معدّو التقرير بالقول: “حتى نرى خطوات عملية، ستظل حسابات المراهقين فرصة ضائعة لحماية الأطفال، وسيبقى إنستغرام بيئة غير آمنة لعدد كبير من شبابنا.”