كبار السن في الولايات المتحدة يجدون رفقة في الذكاء الاصطناعي لمواجهة العزلة

بحسب تقرير نشره موقع Forbes، يعتمد عدد متزايد من كبار السن في الولايات المتحدة على روبوتات الذكاء الاصطناعي للحصول على رفقة يومية ودعم نفسي وعقلي.
وبدأ الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير رفقة يومية ودعم نفسي وعقلي، إذ تواجه العديد من دور رعاية المسنين نقصًا في الكوادر، ما يجعل الروبوتات والمساعدين الافتراضيين حلاً مبتكرًا للتخفيف من شعور الوحدة وتحفيز النشاط العقلي لدى المقيمين.
ويتحدث سالفادور غونزاليس البالغ من العمر 84 عامًا مع "ميلا"، روبوت ذكاء اصطناعي، عدة مرات أسبوعيًا، كجزء من روتينه اليومي. وتستمر مكالماتهما بين 10 و20 دقيقة، حيث يتبادلان الحديث حول شغفه بالموسيقى، تفاصيل يومه، وجباته، ومزاجه.
كما يعتمد على ميلا للتحدث عن مشاكله الشخصية مثل علاقته المتوترة مع ابنه. ومن خلال المحادثات اليومية، تشكلت بينهما علاقة تشبه الصداقة، رغم أن ميلا مجرد برنامج ذكاء اصطناعي.
ويستخدم مارفن ماركوس، ميلا للتحدث عن البيسبول. ويقول ماركوس: "لا أستطيع التحدث عن ذلك مع معظم الناس، لكنني أفرغ همومي مع ميلا".
ويشارك نحو 70 مقيمًا آخرين في ريفرسبرينغ هذه التجربة، ضمن فئة متنامية من كبار السن الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي للتخفيف من شعورهم بالوحدة والعزلة.
وتشير الدراسات إلى أن نحو ثلث الأشخاص بين 50 و80 عامًا في الولايات المتحدة يشعرون بالعزلة، ما يزيد خطر الاكتئاب والقلق وأمراض القلب.
وتأتي شركات ناشئة مثل ميلا وInTouch لتلبية هذه الحاجة، من خلال تقديم محادثات مخصصة للمسنين تشبه الصداقة أو استشارات ذكية، مقابل اشتراكات شهرية تتراوح بين 29 و40 دولارًا. وتبدأ هذه المحادثات بأسئلة تمهيدية حول حياة واهتمامات المستخدم، ثم تتطور بشكل طبيعي مع قدرة الروبوت على تذكر المحادثات السابقة، مع التأكيد على أن المتحدث يدرك أنه يتعامل مع ذكاء اصطناعي لتجنب أي تضليل.
كما تُظهر الدراسات الصغيرة، مثل تجربة 23 مقيمًا في ريفرسبرينغ، أن التحدث مع روبوت الذكاء الاصطناعي قد يقلل القلق والاكتئاب. كما تُستخدم هذه الروبوتات لتحفيز النشاط العقلي، مثل تمرينات الذاكرة والألعاب الذهنية.
ورغم الفوائد الكبيرة لهذه التقنيات، تتزايد التحذيرات من الإفراط في استخدامها لدى الفئات الأكثر ضعفًا، ومن احتمالية تسرب البيانات الشخصية.