مدوّن هندي يكتشف أن مكنسته الذكية تتجسس عليه داخل منزله

كشف المبرمج والمهندس الإلكتروني الهندي هاريشانكر نارايانان في منشور على مدونته "Small World" أن مكنسته الذكية التي اشتراها بـ 300 دولار كانت ترسل بيانات خاصة من داخل منزله إلى خوادم بعيدة.

كيف بدأت القصة؟

استخدم نارايانان مكنسة iLife A11 لمدة عام تقريبًا قبل أن يقرر التحقق من طريقة عملها. وكتب موضحًا: "أنا شخص حذر قليلًا - من النوع الجيد من الحذر - لذا قررت مراقبة حركة البيانات على شبكتها، كما أفعل مع أي جهاز ذكي." ليكتشف خلال دقائق "تيارًا ثابتًا" من البيانات يتم إرساله إلى خوادم "على بُعد نصف العالم".

وأضاف نارايانان: "مكنستي الذكية كانت تتواصل باستمرار مع الشركة المصنعة، وتنقل سجلات وبيانات لم أوافق أبدًا على مشاركتها. وهنا ارتكبت أول خطأ: قررت إيقافها."

بعد أن أوقف المدوّن الهندي خاصية السماح بإرسال البيانات توقفت المكنسة عن العمل تمامًا. وعندما أرسلها إلى مركز الصيانة، أكدوا له أنها تعمل بشكل طبيعي، لكنها عادت للتوقف بعد أيام قليلة من استلامها. وبعد تكرار المشكلة، توقف المركز عن استقبالها بحجة انتهاء الضمان.

بعد ذلك يقول نارايانان إن مكنسته التي اشتراها بـ 300 دولار تحولت إلى مجرد "قطعة ديكور" غير مجدية، مما أشعل فضولًا في داخله لتفكيكها، لكنه اكتشفت بعد عملية هندسة عكسية شاقة أن برنامج Android Debug Bridge (ADB) كان مفتوحًا بالكامل.

وقال: "خلال ثوانٍ، حصلت على وصول كامل إلى نظام الجهاز، دون أي اختراق أو ثغرة. فقط وصلت الجهاز بالحاسوب، وكل شيء جاهز."

رسم ثلاثي الأبعاد للمنزل

ووجد المبرمج أن الجهاز يستخدم برنامج Google Cartographer لإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لمنزله، وكانت هذه البيانات تُرسل لاحقًا إلى الشركة المصنعة.

كما عثر على سطر غامض من الشيفرة أُرسل من الشركة إلى المكنسة بالتوقيت نفسه الذي توقفت فيه عن العمل. وكتب: "شخص ما - أو شيء ما - أرسل أمرًا عن بُعد لإيقاف الجهاز نهائيًا."

وأكد قائلًا: "عندما أعدت الشيفرة إلى حالتها الأصلية وأعدت تشغيل الجهاز، عاد للعمل فورًا. لم يكتفوا بميزة التحكم عن بُعد، بل استخدموها لتعطيل جهازي بشكل دائم."

وختم نارايانان بالقول: "الشركة التي صنعت الجهاز كانت تمتلك القدرة على تعطيل الأجهزة عن بُعد، وقد استخدمت هذه الصلاحية ضدي لأنني منعت جمع بياناتي."

وحذر من أن "عشرات المكانس الذكية" تعمل بأنظمة مشابهة، مؤكدًا أن "منازلنا مليئة بالكاميرات والميكروفونات وأجهزة الاستشعار المتصلة بشركات لا نعرف عنها الكثير، وجميعها يمكن تحويلها إلى أدوات تجسس أو تعطيل بضغطة زر."