تساقط الشعر لدى النساء: مشكلة شائعة ومعقدة تحتاج لمزيد من الاهتمام
تقول هيذر (32 عاماً): "لم أعد كما كنت من قبل، أعلم أنه مجرد شعر، لكنه أصبح كل ما أفكر فيه. لماذا حدث هذا؟ كيف يمكنني إصلاحه؟ وكيف يمكنني استعادة ثقتي بنفسي مرة أخرى؟"
وفقاً لإحصائيات جامعة هارفارد، فإن حوالي ثلث النساء سيعانين من تساقط الشعر خلال حياتهن، وترتفع هذه النسبة إلى ثلثي النساء بعد انقطاع الطمث.
تقول الدكتورة زينب لفتة، استشارية الأمراض الجلدية: "رَكَّزَت معظم أبحاث تساقط الشعر تاريخياً على الصلع الذكوري نظراً لانتشاره الواسع ووضوحه، نتيجة لذلك، كان هناك تركيز أكبر على فهم الآليات الهرمونية الخاصة بالرجال وتطوير علاجات موجهة لهم بشكل أساسي."
في السنوات الأخيرة، بدأت النساء في تشكيل مجتمعات افتراضية لمناقشة هذه المشكلة، مما ساعد على زيادة الوعي بها اذ تقول هيذر: "العثور على هذه المجتمعات ساعدني كثيراً، مجرد التحدّث بصراحة مع نساء أخريات يمررن بنفس التجربة كان مريحاً للغاية."
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من تساقط الشعر لدى النساء، وهي الصلع الأنثوي النمطي، وهو الأكثر شيوعاً، ويتميز باتساع فرق الشعر وترققه تدريجياً على التاج والصدغين، ثمّ تساقط الشعر الانتقالي، وهو شكل مؤقت يحدث بسبب الإجهاد أو المرض أو فقدان الوزن السريع أو الحمل وثالثا الثعلبة البقعية، وهي مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى تساقط الشعر في بقع دائرية صغيرة.
رغم أن تساقط الشعر لدى النساء غالباً ما يكون غير ضار من الناحية الصحية، إلا أن تأثيره النفسي يكون كبيراً، تقول مارثا (20 عاماً): "التأثيرات النفسية لتساقط الشعر كانت هائلة، لقد شعرت وكأن حياتي قد انتهت."
العلاج الرئيسي لتساقط الشعر الأنثوي النمطي هو المينوكسيديل الموضعي، بالإضافة إلى بعض الأدوية الفموية، كما أن هناك أبحاث جارية حول العلاج بالخلايا الجذعية والإكسوسومات.
في النهاية، يبقى تساقط الشعر لدى النساء مشكلة معقدة تحتاج إلى مزيد من البحث والاهتمام، ليس فقط من الناحية الطبية، بل أيضاً من حيث التأثير النفسي والاجتماعي على النساء اللواتي يعانين منه.