دراسة تكشف: بطانة الرحم والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة
وتُشير التقديرات إلى أن الأورام الليفية، التي تُعد أورامًا غير سرطانية تظهر داخل الرحم أو حوله، تُصيب امرأتين من بين كل ثلاث نساء في مرحلة ما من حياتهن، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة. أما بطانة الرحم المهاجرة، فتؤثر على حوالي 10% من النساء في سن الإنجاب، وتحدث عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم، وغالبًا ما تواجه النساء المصابات بهذا المرض تأخيرًا طويلًا في التشخيص.
كما حللت الدراسة بيانات أكثر من 110,000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 25 و42 عامًا شاركن في دراسة صحة الممرضات الثانية، وهي مشروع بحثي استمر لثلاثة عقود بين عامي 1989 و2019 لفهم عوامل الخطر للأمراض المزمنة لدى النساء.
ووفقًا للنتائج المنشورة في المجلة الطبية البريطانية، ارتبطت بطانة الرحم المهاجرة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 31%، حيث بلغ معدل وفيات النساء المصابات بهذا المرض 2 لكل 1000 شخص سنويًا، مقارنة بـ 1.4 للنساء غير المصابات. وأوضحت الدراسة أن هذا الخطر المرتفع ناجم بشكل رئيسي عن سرطانات أمراض النساء.
أما الأورام الليفية، فعلى الرغم من عدم ارتباطها بالوفيات المبكرة عمومًا، فقد تبيّن أنها تزيد من خطر الوفاة بسبب سرطانات النساء. وأكد الباحثون أن هذه النتائج تستدعي انتباه مقدمي الرعاية الصحية لدمج هذه المعلومات في تقييم المخاطر الصحية الشاملة للنساء.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن النساء اللاتي لديهن تاريخ مرضي ببطانة الرحم المهاجرة أو الأورام الليفية قد يواجهن خطرًا متزايدًا على المدى الطويل للوفاة المبكرة، وهو خطر يمتد إلى ما بعد فترة حياتهن الإنجابية. وأضافوا أن هناك أدلة تربط بين هذه الأمراض النسائية وبين مشكلات صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، إلا أن تأثيرها على الوفيات المبكرة لم يكن واضحًا بشكل كافٍ من قبل.
وفي تعليقه على الدراسة، قال فرانسيسكو كارمونا، طبيب أمراض النساء المتخصص في بطانة الرحم المهاجرة، إن هذه الدراسة تُعد مرجعًا قويًا ومبنيًا على بيانات دقيقة من مجموعة دراسة صحة الممرضات الثانية، المعروفة بجودة أبحاثها.
وأضاف كارمونا أن المنهجية التي اتبعها الباحثون أضافت مصداقية عالية للتحليل، مشددًا على أهمية النظر إلى أمراض النساء في سياق أوسع لصحة المرأة الشاملة. وأكد أيضًا على ضرورة التدبير الشخصي والمبكر لهذه الحالات لما له من آثار إيجابية على السياسات الصحية العامة.
وأوصى الباحثون بمواصلة الأبحاث المستقبلية لاستكشاف تأثير التطورات التشخيصية والجراحية، مثل جراحة إزالة المبيض، على صحة المرأة في المدى البعيد.