تقرير مقلق: 263 مليون إصابة بالملاريا في 2022 وخطط القضاء عليها تواجه صعوبات
استطاع العالم أن يتجنب إصابة 2.2 مليار شخص بالملاريا، وأن يتفادى موت 12.7 مليون حالة منذ عام 2000، بفضل الجهود الصحية العالمية المتعلقة بهذا المرض.
لكن نقص التمويل في السنوات الأخيرة كان له دور في تغيير الوضع، كما أن هناك تأثيرا لجائحة كوفيد-19 على النظم الصحية وعدم الاستقرار السياسي في البلدان التي تكافح الملاريا، علاوة على ذلك هناك مجموعة من التحديات الأخرى.
يقول الدكتور جيمس تيبينديرانا عالم الأوبئة والرئيس التنفيذي لاتحاد الملاريا ومقره المملكة المتحدة في حديث مع يورونيوز: "نحن هنا بسبب التقدم الكبير الذي تم إحرازه". ففي عام 2023، حصلت أذربيجان وبليز والرأس الأخضر وطاجيكستان على شهادة خلو من الملاريا، وحصلت مصر على هذا التصنيف هذا العام، ويبدو أن جورجيا وتركيا في طريقهما إلى ذلك.
لكن ذلك لم يمنع الموت، إذ توفى ما يقدر بنحو 597,000 شخص بسبب الملاريا في عام 2023، وهو مستوى مساوٍ للعام السابق، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية. وكانت جميع الوفيات تقريبًا في أفريقيا.
وقال تيبينديرانا: "إن ما تبقى من هذه الرحلة يعتبر أكثر تعقيدًا مما شهدناه في السنوات العشرين الماضية". وذلك لأن الملاريا، التي لا تزال متوطنة في 83 دولة، تنتشر بين الناس عن طريق البعوض المصاب بالطفيليات، ما يجعل القضاء عليها أكثر تعقيدًا من الأمراض الأخرى.
"لن يأتي ممول جديد في الظروف الحالية"
بلغ التمويل العالمي لمكافحة الملاريا 4 مليارات دولار (ما يقدر بـ 3.79 مليار يورو) في عام 2023. ويعتبر ذلك أقل من نصف المبلغ الذي تقول وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إنه مطلوب وهو 8.3 مليار دولار (7.87 مليار يورو).
وتؤدي هذه الفجوة إلى نقص الأدوية وشبكات الحماية من البعوض -التي تكون معالجة بمبيدات حشرية تقي من البعوض-، حسب التقرير.
تقول الدكتورة ريجينا رابينوفيتش مديرة مبادرة القضاء على الملاريا في معهد برشلونة للصحة العالمية في حديثها مع يورونيوز: "لا أرى أن هناك ممولاً جديداً سيأتي إلى هذا المجال، في ظل الوضع المالي العالمي الحالي". وأضافت: "إن هناك الكثير من الاحتياجات، وهناك (تغير) المناخ، وهناك الحروب، وهذا تحدٍ حقيقي".
يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المشكلة. ففي باكستان على سبيل المثال، تسبب هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات في "وباء الملاريا" في عام 2022، عندما ارتفعت حالات الإصابة إلى خمسة أضعاف وفقًا للتقرير.
مشكلة أخرى: مقاومة مضادات الملاريا
يعتبر خطر مقاومة الأدوية المضادة للملاريا مشكلة متنامية أخرى. فعندما يتطور الطفيلي الحامل للملاريا، يرتفع خطر فشل العلاج، ويزداد احتمال وفاة المرضى المصابين بمرض شديد.
في الآونة الأخيرة، كانت هناك دلائل على أن الأطفال المصابين بنوع حاد من الملاريا في أوغندا يعانون من مقاومة جزئية للأرتيميسينين، وهو دواء مضاد للملاريا منقذ للحياة، وفقًا لدراسة صغيرة في مجلة جاما (JAMA) الطبية.
وتأكدت مقاومة الدواء هذا في إريتريا ورواندا وتنزانيا، وتشتبه منظمة الصحة العالمية في أن إثيوبيا والسودان وناميبيا وزامبيا تعاني أيضًا من هذه المقاومة. وقال تيبينديرانا إن هناك خطرا كذلك من أن يصبح البعوض محصنًا ضد المبيدات الحشرية المستخدمة في شكبات الحماية منها.
في الجانب المشرق، قال لتقرير لمنظمة الصحة العالمية إن 17 بلدًا جعل لقاحات الملاريا التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية جزءا من التطعيمات الروتينية للأطفال.
وحصل حوالي مليوني طفل على اللقاحات كجزء من الدراسات التجريبية في غانا وكينيا وملاوي بين عامي 2019 و2023، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 22 في المئة في حالات دخول المستشفيات بسبب الملاريا الحادة بين الأطفال المؤهلين لذلك.