راهبات عاريات وجنس ودماء: مسرحيّة "سانكتا" الألمانية تصيب جمهورها بالمرض
في عام 1921، سعى المؤلف الموسيقي الألماني بول هيندميت إلى عرض مسرحية ”سانكتا سوزانا“ الذي يكشف عن وصول راهبة إلى "الجنون الجنسي"، في أوبرا شتوتغارت المرموقة.
لكن الغضب العارم بسبب النص، الذي وصفه أحد النقاد في ذلك الوقت بأنه ”تدنيس لمؤسساتنا الثقافية“، أجبر على تأجيل العرض الأول حتى العام التالي في أوبرا فرانكفورت.
والآن، وبعد مرور أكثر من قرن من الزمن، قدمت أوبرا شتوتغارت إعادة تفسير راديكالية نسوية لعمل هيندميث من خلال مسرحية ”سانكتا“ التي أخرجتها هولزينغر.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأوبرا، سيباستيان إبلينغ لصحيفة شتوتغارتر تسايتونغ: ”يوم السبت أصيب ثمانية أشخاص بالغثيان الشديد، ويوم الأحد احتاج 10 أشخاص إلى العناية من قبل خدمة الزوار لدينا“. وأضاف إبلينغ أن ثلاثة منهم كانوا يشعرون بوعكة شديدة لدرجة أنه كان لا بد من استدعاء طبيب.
ما المثير للقلق في هذه الأوبرا؟
تستغرق المسرحية ما يقرب من ثلاث ساعات من "الجنون" المتواصل. على خشبة المسرح، تتزلج الراهبات العاريات على نصف أنبوب متحرك، بينما يلوح في الخلفية جدار صخري من الأجساد العارية المصلوبة التي تقطر دماً. وهناك مشاهد حية لعمليات ثقب حية وأفعال ابتلاع صليب ومشاهد جنسية، وصفعٌ على المؤخرة.
وفي إحدى اللحظات التي لا تُنسى على وجه الخصوص، نرى ممثلة مصابة بالتقزم ترتدي زي البابا وتدور حولها ذراع آلية، بينما تظهر ممثلة أخرى تغني أغاني إيمينيم وهي ترتدي زي المسيح.
وكما يمكنك أن تخمن على الأرجح، فإن هذه المسرحية لا تناسب ذوق الجميع. عُرضت لأول مرة في وقت سابق من هذا العام على مسرح ولاية مكلنبورغ في شفيرين، وواجهت رد فعل عنيف من القادة الكاثوليك.
فقد وصف رئيس أساقفة سالزبورغ فرانز لاكنر العرض بأنه ”مسيء بشكل خطير لمشاعر المؤمنين وقناعاتهم الدينية".
اشتهرت مصممة الرقصات النمساوية هولزينغر في الأوبرا من خلال إنتاجات سابقة تضمنت عناصر الألم والعري والرعب الجسدي والألعاب البهلوانية والرقص البهلواني والالتفاف بالسيف وفناني العبودية اليابانيين.
وقالت الراقصة، البالغة من العمر 38 عاماً، لصحيفة الغارديان في وقت سابق من هذا العام: ”هذه مسرحية تدور حول كسر الرغبة الجنسية الأنثوية المكبوتة، لذلك قررنا أن نحظى بالكثير من المرح“.