بعد 60 عامًا في الظل.. عرض لوحة نادرة لكارافاجيو لأول مرة في روما
وتعود أهمية اللوحة إلى نسبها لكارافاجيو في عام 1963، وهي تُصور المونسنيور مافيو باربيريني، الذي أصبح لاحقًا البابا أوربان الثامن، أحد أبرز رعاة الفنون في القرن السابع عشر. اشتهر أوربان بتكليفه أعظم فناني عصره، مثل النحات والمهندس المعماري جيان لورينزو بيرنيني، بإبداع أعمال خالدة.
كما يعود تاريخ اللوحة إلى مطلع القرن السابع عشر، وستظل معروضة للجمهور حتى 23 فبراير 2025. وتُعرض هذه التحفة كجزء من معرض فني يشرف عليه مدير المعرض توماس كليمنت سالومون والمؤرخة الفنية باولا نيكيتا. ويُعتقد أن اللوحة كانت جزءًا من مجموعة عائلة باربيريني لعدة قرون قبل أن تُباع لجهة خاصة في ثلاثينيات القرن الماضي.
وقد تم تأكيد نسب اللوحة إلى كارافاجيو في عام 1963 من قِبل الناقد الفني الشهير روبرتو لونغي، الذي وصفها بأنها مثال على براعة كارافاجيو في استخدام تقنية "الشياروسكورو"، التي تمزج بين الضوء والظل لتجسيد الشخصيات وإضفاء الحياة عليها. وتُعد هذه التقنية علامة بارزة في أعمال كارافاجيو، الذي رغم وفاته عن عمر 38 عامًا فقط في عام 1610، ترك إرثًا فنيًا لا يُضاهى.
أشارت باولا نيكيتا، المؤرخة الفنية المشاركة في تنظيم المعرض، إلى أهمية هذه اللوحة بقولها: "إنها ليست لوحة أُعيد اكتشافها، بل معروفة منذ ستينيات القرن العشرين، لكن لم يشاهدها سوى خمسة أو ستة متخصصين فقط منذ ذلك الحين." وأضافت: "لوحات كارافاجيو نادرة جدًا، بعضها فُقد نهائيًا، والبعض الآخر لم يُتتبع أبدًا."
ويستمر معرض "كشف النقاب عن البورتريه" في المعرض الوطني للفنون القديمة في روما حتى 23 فبراير 2025، ليتيح فرصة استثنائية لعشاق الفن للتأمل في إحدى أعظم لوحات البورتريه التي أبدعها كارافاجيو.