تعادل سلبي بين فرنسا وإسرائيل.. ومشادات كلامية بين مشجعين تعكر صفو مباراة كرة القدم.. رغم الإجراءات
بعد حوالي 10 دقائق من انطلاق المباراة، وقعت مشاجرة في القسم العلوي من المدرج خلف أحد المرميين، وكان بعض المتورطين فيها يحملون ظهورهم على أعلاما إسرائيلية. ولم يتضح سبب المشاجرة، وسارع الأمن بالتدخل للحفاظ على السكينة.
وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، دون وقوع أي حوادث أخرى في ملعب فرنسا. ومع ذلك، فقد صفق بعض المشجعين على النشيد الوطني الإسرائيلي عندما اصطف اللاعبون في الصفوف وتعرض لاعبو إسرائيل للسخرية في بعض الأحيان حين يحصلون على الكرة.
و قبيل أن يطلق الحكم صافرة النهاية، تعالت هتافات تنادي: "إسرائيل، إسرائيل إسرائيل" من بعض المشجعين.
وكان قائد الشرطة الفرنسية لوران نونيز قد قال إن 4,000 شرطي وعنصر أمن انتشروا في الملعب ومحيطه، بالإضافة إلى 1,500 شرطي آخرين في وسائل النقل العام.
ووصلت عدة حافلات تقل مشجعي إسرائيل تحت حراسة الشرطة وكان بعضهم يلوح بالأعلام داخل الملعب. تم بيع حوالي 16,600 تذكرة فقط من أصل 80,000 تذكرة تم بيعها، وحضر حوالي 150 مشجعا إسرائيليا.
وكانت سلطات باريس في أقصى حالات التأهب، خشية تكرار ما حدث في أمسردام من أعمال عنف، قبل وبعد مباراة الدوري الأوروبي بين أياكس ومكابي تل أبيب.
ولم يغب عن الأذهان ما حدث قبل تسع سنوات في ملعب فرنسا ذاته، حين سقط 130 ضحية، في هجمات الـ13 من نوفنبر/ تشرين الثاني، بينما كانت فرنسا تلعب مع ألمانيا في تلك الليلة عندما وقع انفجاران خارج الملعب.
أما مباراة فرنسا وإسرائيل، فقد شهدت انخفاضا لافتا في أعداد المشجعين.
فرغم حضور ثلاثة من رؤساء فرنسا، يتقدمهم الرئيس الحالي إيمان ويل ماكرون، ويتلوه الرئيسان السابقان فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي، فإن العزوف عن حضور المباراة كان سمة بارزة، بعد أن حذر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي المواطنين في الخارج من حضور الفعاليات الرياضية والثقافية، وتحديدا مباراة الخميس.
كما كانت هناك مراقبة شديدة داخل باريس، بما في ذلك أماكن العبادة اليهودية والمدارس.
وقبل ساعتين من مباراة باريس، اجتذبت مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين عدة مئات من الأشخاص إلى ساحة في سان دوني للاحتجاج على إقامة المباراة.
وكان يوم الأربعاء قد شهد اندلاع احتجاجات في شوارع باريس بسبب حفل مؤيد لإسرائيل نظمته شخصيات يمينية متطرفة في العاصمة الفرنسية، بهدف جمع التبرعات للجيش الإسرائيلي.
وجاءت المظاهرات قبل يوم من مباراة كرة قدم عالية الرهان في ملعب فرنسا الوطني ضد المنتخب الإسرائيلي، والتي طغى عليها التوتر والحروب في الشرق الأوسط.
كان من المتوقع أن يحضر وزير المالية الإسرائيلي، يتسلئيل سموتريتش، وهو من أشد المدافعين عن المستوطنات الإسرائيلية، حفل يوم الأربعاء، الذي أطلق عليه اسم ”إسرائيل إلى الأبد“، والذي خططت له جمعية تحمل نفس الاسم. الهدف المعلن للجمعية هو ”حشد القوى الصهيونية الناطقة بالفرنسية“.
وبعد أيام من الانتقادات المتزايدة للحدث، أكد مكتب سموتريتش يوم الأربعاء أن الوزير لن يسافر إلى باريس للمشاركة في الحفل.
لكن الدعوة التي وجهت إلى سموتريتش أثارت انتقادات حادة من جمعيات محلية ونقابات وأحزاب سياسية يسارية، مما أدى إلى تنظيم احتجاجين في العاصمة الفرنسية. واتهم الوزير، وهو زعيم مستوطنين متشدد، بتأجيج التوتر في الضفة الغربية وأثار إدانات دولية هذا الأسبوع بقوله إنه يأمل أن يمهد انتخاب دونالد ترامب الطريق أمام ضم إسرائيل للضفة الغربية، وهي خطوة من شأنها أن تقضي على أحلام إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ووصفت وزارة الخارجية الفرنسية يومئذ تصريحات سموتريتش بأنها "تتعارض مع القانون الدولي" وتؤدي إلى نتائج عكسية للجهود الرامية إلى الحد من التوترات الإقليمية.
وفي ليلة الأربعاء، سار عدة مئات من المحتجين في وسط باريس، منددين بالفعالية باعتبارها ”حفلًا للكراهية والعار".
وقال ملكير صايب، وهو متظاهر يبلغ من العمر 30 عامًا: "تخيلوا لو كانت إحدى الجمعيات تستضيف حفلًا لحزب الله أو حماس! من المستحيل أن تسمح الشرطة بذلك". "إن هذا الوضع غير عادل".
ورغم أنها كانت المسيرة سلمية إلى حد كبير، فإن بعض المتظاهرين حطموا نوافذ أحد مطاعم ماكدونالدز على طول الطريق.
وتجمعت مجموعة منفصلة، بما في ذلك المنظمات اليسارية اليهودية المناهضة للعنصرية ومعاداة السامية، بالقرب من قوس النصر مرددين هتافات ضد المهرجان وسموتريتش.
ودافعت السلطات الفرنسية عن الحدث، حيث قال قائد شرطة باريس لوران نونيز إن الحفل لم يشكل ”أي تهديد كبير للنظام العام“.
وجاءت هذه الاحتجاجات بعد أيام من اشتعال التوتر في باريس وأمستردام على خلفية النزاعات في الشرق الأوسط. وقد عُرضت لافتة ضخمة تحمل عبارة "حرروا فلسطين"، خلال مباراة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا ضد أتلتيكو مدريد، بينما اندلعت أعمال عنف في أمستردام الأسبوع الماضي استهدفت مشجعي أحد أندية كرة القدم الإسرائيلية.