قمة مرتقبة في واشنطن بين أرمينيا وأذربيجان.. هل تُنهي عقوداً من النزاع؟

أعلنت الحكومة الأرمينية، الأربعاء 6 آب/أغسطس، أن العاصمة الأميركية واشنطن ستستضيف لقاء قمة هذا الأسبوع بين رئيس الوزراء نيكول باشينيان والرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأذربيجاني إلهام علييف، في إطار جهود جديدة لدفع عملية السلام بين يريفان وباكو.
وجاء في البيان الرسمي الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الأرميني أن باشينيان سيزور الولايات المتحدة يومي السابع والثامن من آب/أغسطس، حيث سيلتقي ترامب "لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين أرمينيا والولايات المتحدة"، كما سيُعقد "لقاء ثلاثي مع ترامب وعلييف للمساهمة في إحلال السلام، وتعزيز التعاون الاقتصادي والازدهار في المنطقة".
ويأتي هذا اللقاء بعد أقل من شهر على آخر اجتماع مباشر جمع باشينيان وعلييف في 10 تموز/يوليو في أبوظبي، والذي انتهى من دون الإعلان عن أي تقدم ملموس في مسار السلام.
اتفاق لم يُوقّع بعد
في آذار/مارس الماضي، أعلنت أرمينيا وأذربيجان التوصل إلى مسودة "اتفاق سلام" بعد مفاوضات طويلة هدفت إلى إنهاء الصراع المستمر بين البلدين. لكن الاتفاق لم يُوقّع رسمياً، إذ طالبت باكو من يريفان تنفيذ عدد من الالتزامات المسبقة، من أبرزها تعديل الدستور الأرمني الذي يتضمّن إشارة إلى "إعادة توحيد" أرمينيا مع إقليم ناغورني قره باغ.
ولم تؤدِّ اللقاءات اللاحقة إلى تحقيق اختراق، رغم اتفاق الطرفين على أن الحوار الثنائي يبقى "الوسيلة الأكثر فاعلية" لمعالجة القضايا العالقة، وفي مقدّمتها ترسيم الحدود.
صراع ناغورني قره باغ
يرتكز النزاع بين أرمينيا وأذربيجان على منطقة ناغورني قره باغ، المعترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، والتي كانت تقطنها أغلبية أرمنية حظيت بدعم مباشر من يريفان.
خاض البلدان حربين كبيرتين للسيطرة على المنطقة: الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، والتي خرجت منها أرمينيا منتصرة، والثانية في عام 2020 والتي شهدت تفوّقاً أذربيجانياً.
وفي أيلول/سبتمبر 2023، استعادت باكو السيطرة الكاملة على الإقليم خلال هجوم عسكري خاطف استمر 40 ساعة، مدعوم بمسيّرات تركية، وأدى إلى انسحاب القوات الأرمنية وفرار معظم السكان الأرمن. وفي مطلع عام 2024، تمّ حلّ كيان "جمهورية ناغورني قره باغ" غير المعترف بها رسمياً.
آمال وتحديات أمام قمة واشنطن
رغم التقدم المبدئي في صياغة اتفاق سلام، لا تزال الخلافات الجوهرية قائمة، وتُعوّل الأطراف المعنية على الوساطة الأميركية لدفع العملية قُدماً. وتكتسب قمة واشنطن أهمية خاصة كونها أول لقاء ثلاثي يُعقد على هذا المستوى منذ تصاعد التوتر في الإقليم أواخر 2023.
ويرى مراقبون أن هذه القمة قد تشكل فرصة نادرة لوضع حد لنزاع استمر لعقود، لكنه يبقى مرهوناً بإرادة الطرفين وقدرتهما على تجاوز الاعتبارات التاريخية والدستورية التي لا تزال تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي.