تقرير: بريطانيا تستعين بشركة أمريكية لتنفيذ طلعات تجسس فوق غزة بحثاً عن رهائن

كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، الأربعاء، أن وزارة الدفاع البريطانية (MoD) عقدت اتفاقاً مع شركة أمريكية لتنفيذ طلعات استطلاعية فوق قطاع غزة، في إطار دعم جمع المعلومات الاستخباراتية المقدمة إلى الجيش الإسرائيلي.

وأوضح التقرير أن الحكومة البريطانية تدفع إلى شركة "ستريت فلايت نيفادا كوميرشال ليزينغ" (Straight Flight Nevada Commercial Leasing LLC)، التابعة لشركة "سييرا نيفادا كوربوريشن" – إحدى أكبر الشركات المقاولة في المجال الدفاعي عالمياً – لتشغيل طائرات تجسس تحلق فوق القطاع، بهدف رصد معلومات حول مواقع محتملة لرهائن تحتجزهم حركة حماس.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع لا تؤكد رسمياً هذه المهمة، بداعي "الطابع الحساس" للعملية. لكن مصدرَين من داخل الوزارة أكدا وجود عقد إيجار مع الشركة، من دون الكشف عن مدته أو قيمته المالية.

وأضاف التقرير أن مسار رحلة طائرة جرت في يوليو الماضي فوق خان يونس تم تسريبه نتيجة ما وُصف بـ"خطأ تقني بسيط ناتج عن مبتدئين".

وقد كانت القوات الجوية الملكية (RAF) تعتمد سابقاً على طائرات "شادو آر1" المتمركزة في قاعدة "أكروتيري" الجوية في قبرص لجمع البيانات الاستخباراتية فوق غزة، وتشارك هذه المعلومات مع الجيش الإسرائيلي. لكن مصادر من القوات الجوية أكدت للـ"تايمز" أن الطائرات الثماني من هذا الطراز إما منسوبة إلى مهام أخرى أو تخضع حالياً للصيانة، ما يعني عدم توفر أي طائرة من نوع "شادو آر1" في القاعدة.

وكان تقرير سابق قد أفاد بأن وزارة الدفاع أكدت استمرار المهام الاستخباراتية فوق غزة، رغم توقف الطلعات التقليدية. ويُرجّح التقرير الجديد أن هذه المهام تُنفَّذ حالياً من خلال الطائرات المستأجرة من الشركة الأمريكية.

ولفت التقرير إلى أن الطيارين الذين ينفذون هذه الطلعات ليسوا من أفراد القوات الجوية الملكية، بل هم جزء من الفريق التشغيلي التابع للشركة الأمريكية.

كما أشارت الصحيفة إلى تباين في المواقف داخل المؤسسة البريطانية، حيث تختلف وزارة الدفاع والمؤسسة العسكرية مع وزارة الخارجية، التي انتقدت ما وصفته بـ"المعاملة القاسية" للفلسطينيين في غزة، وهددت باتخاذ إجراءات عقابية. ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إن "صبر وزارة الدفاع على إسرائيل والجيش الإسرائيلي يبدو أنه يقترب من نهايته"، خاصة في أعقاب انتشار صور تُظهر فلسطينيين يعانون من سوء التغذية.

من جانبها، نفت إسرائيل مراراً وجود مجاعة في غزة، مؤكدة أن العديد من الأشخاص الظاهرين في تلك الصور يعانون من أمراض مزمنة لا صلة لها بالتغذية، مثل الشلل الدماغي.

ونقلت "التايمز" عن مصدر عسكري بريطاني رفيع المستوى، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله ساخراً:

"نحن لا نُعلن أننا نتجسس لصالحكم، لكننا ندفع لآخرين كي يفعلوا ذلك مكاننا".