أوكرانيا تتبنّى بيان قادة أوروبا حول مبادئ السلام.. زيلينسكي: ندافع عن أمن القارة

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأحد، عن ترحيبه الكامل بالبيان المشترك الذي أصدره عدد من القادة الأوروبيين حول مبادئ تحقيق السلام في أوكرانيا، مؤكدًا أن كييف "تُقدّر وتدعم بالكامل" هذا الموقف.
وجاء في منشور لزيلينسكي على منصة "إكس": "يجب أن يكون إنهاء الحرب عادلاً، وأنا ممتن لكل من يقف اليوم إلى جانب أوكرانيا وشعبها من أجل السلام، فنحن ندافع عن المصالح الأمنية الحيوية لدول أوروبا".
وأضاف: "تُقدّر أوكرانيا وتدعم بالكامل البيان المشترك الصادر عن الرئيس إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيسة التنفيذية للمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، بشأن السلام في أوكرانيا".
وجاء تعليق الرئيس الأوكراني، في أعقاب لقاء قادة الدول المذكورة، يوم السبت، حيث رحّبوا بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف، مع التشديد على ضرورة استمرار الضغط على روسيا وتقديم ضمانات أمنية ملزمة لكييف.
وضم اللقاء الذي جرى في "تشيفينينغ هاوس"، الفيلا الرسمية جنوب شرق لندن، نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي وممثلين عن أوكرانيا وعدد من القادة الأوروبيين، بينهم من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا، بالإضافة إلى رئيس المفوضية الأوروبية.
وأصدر القادة المشاركين بيانًا مشتركًا نقلته "رويترز"، أكدوا فيه أن "أي حل دبلوماسي لا يمكن أن يُفرض من الخارج، ولا يمكن أن يُقرّر دون أوكرانيا". وشددوا على أن "المصالح الأمنية لأوكرانيا وأوروبا لا تُفاوض عليها، ويجب أن تكون الضمانات الأمنية جزءًا لا يتجزأ من أي اتفاق مستقبلي".
وأوضح البيان أن "الخط الأمامي الحالي لا يمكن أن يُعتبر حدودًا رسمية"، وأن "مبدأ عدم تغيير الحدود بالقوة يظل ركيزة أساسية للنظام الدولي"، داعين إلى أن تُشكّل وقف إطلاق النار شرطًا مسبقًا لأي مفاوضات جوهرية، وليس العكس.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تجري فيه الإدارة الأمريكية ترتيبات لقمة ثنائية بين ترامب وبوتين في ألاسكا، الجمعة المقبل، بعد زيارة قام بها مستشار ترامب، ستيف ويتكوف، إلى موسكو، وصفها الرئيس الأمريكي بأنها "حققت تقدمًا كبيرًا". وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، فإن ترامب منفتح على عقد قمة ثلاثية تضم زيلينسكي وبوتين، لكنه سيبدأ بلقاء ثنائي بناءً على طلب من الجانب الروسي.
وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق المحتمل قد يتضمن "تبادلًا جزئيًا للأراضي لصالح الطرفين"، دون توضيح الطبيعة الجغرافية أو القانونية لهذا التبادل.
وعلّق كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية، أندريه ييرماك، الذي شارك في اجتماع تشيفينغ: "وقف إطلاق النار ضروري، لكن الخط الأمامي ليس حدودًا". وأضاف عبر "إكس": "نقدّر الجهود الأمريكية والأوروبية، ونشكر نائب الرئيس فانس على احترامه لجميع وجهات النظر"، مؤكدًا أن "أوكرانيا لن تقبل بأي تسوية لا تُعيد كامل أراضيها".
وفي باريس، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون، في سلسلة مكالمات مع زيلينسكي وستارمر وميرتس، أن "مستقبل أوكرانيا لا يمكن أن يُقرّر دون الأوكرانيين"، مضيفًا أن "الأمن الأوروبي مهدد، وبالتالي فإن أوروبا لن تكون متفرجة، بل شريكًا أساسيًا في أي حل دائم".
وأجرى زيلينسكي، من جانبه، سلسلة اتصالات مع حلفائه، ووصف اجتماع تشيفينينغ بأنه "بنّاء"، لكنه شدد في خطابه المسائي على أن "طريق السلام يجب أن يُقرّر معًا، وبشكل حصري مع أوكرانيا. هذا هو المبدأ الأساسي".
وأعربت روسيا عن تمسكها بمطالبها، بما في ذلك اعتراف أوكرانيا بضم مناطق لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، إلى جانب القرم التي ضمتها عام 2014. لكنها تنفي وجود قوات أوكرانية في منطقة كورسك الروسية، رغم تأكيدات كييف باحتفاظها بوجود عسكري هناك منذ العام الماضي.
وفي تقييم لمركز كارنيغي لأوراسيا، قالت الباحثة تاتيانا ستانوفايا إن المبادرة الأمريكية "تمثّل أول محاولة واقعية نسبيًا لإنهاء الحرب"، لكنها أبدت شكوكًا حيال قدرة الأطراف على الالتزام بأي ترتيبات ناتجة عنها، مشيرة إلى أن "النتائج المطروحة قد تكون كارثية لأوكرانيا إن لم تُرافق بضمانات دولية قوية".
ويستمر القتال على طول الجبهة التي تمتد لأكثر من 1000 كيلومتر في شرق وجنوب أوكرانيا، حيث يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء دون تحقيق اختراقات حاسمة، وفق تقييمات عسكرية أوكرانية.
Today