جنوب السودان تحسم الجدل: لا محادثات مع إسرائيل بشأن إعادة توطين فلسطينيي غزة

نفت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية جنوب السودان بحزم ما تداولته بعض وسائل الإعلام مؤخرًا من أنباء حول عقد حكومة جنوب السودان لمحادثات مع إسرائيل بشأن إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة على أراضيها.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي صادر عنها، أن هذه التقارير "غير صحيحة تمامًا ولا تستند إلى أي أسس رسمية"، مشددة على أنها لا تعكس الموقف السياسي أو التوجهات الاستراتيجية للحكومة في جنوب السودان بأي شكل من الأشكال.
وأضاف البيان: "نُنفي بشكل قاطع وجود أي اتصالات أو مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي حول موضوع إعادة توطين السكان من قطاع غزة. هذه الادعاءات مبنية على معلومات غير مؤكدة ومُضللة، ولا تمت للواقع بصلة."
ودعت وزارة الخارجية جميع وسائل الإعلام إلى "التحري الدقيق والاعتماد على المصادر الرسمية عند نشر أي معلومات تتعلق بسياسات الدولة"، محذرة من تداعيات تداول الأخبار غير الموثقة على الاستقرار العام والمصالح الوطنية.
ويأتي نفي جوبا رداً على تقارير إعلامية، أبرزها ما نشرته وكالة "أسوشييتد برس" وموقع "واينت" العبري، أشارت إلى أن إسرائيل تجري مفاوضات مع خمس دول، من بينها جنوب السودان، لبحث إمكانية استقبال نازحين من قطاع غزة في إطار ما تُسميه تل أبيب بـ"الهجرة الطوعية".
وذكرالموقع العبري أن وزير خارجية جنوب السودان ونائبه زارا إسرائيل مؤخرًا، وأن هناك جهودًا تُبذل من قبل الجانب الإسرائيلي للتوصل إلى تفاهمات مع دول أفريقية وآسيوية، بينها إندونيسيا وليبيا وإثيوبيا، لاستيعاب مدنيين من غزة.
كما أفادت "أسوشييتد برس" نقلاً عن ستة مصادر مطلعة، بأن مسؤولين في جنوب السودان أبلغوا وسيطًا أمريكيًا بنية وفد إسرائيلي زيارة البلاد لبحث إقامة مخيمات مؤقتة للفلسطينيين، تُموَّل من قبل إسرائيل، دون تحديد موعد للزيارة.
في المقابل، أكّدت مصادر مصرية للوكالة أن القاهرة على اطلاع بهذه الاتصالات منذ أشهر، وطالبت جوبا بعدم التحرك في هذا الاتجاه.
وقد لاقت هذه التحركات معارضة واسعة من قبل فصائل فلسطينية ومنظمات حقوقية دولية، التي وصفتها بـ"مخططات للتهجير القسري"، معتبرة أنها تُشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحق العودة.
Today