خلال استقباله لاريجاني.. رئيس وزراء لبنان يوجه "رسائل حازمة" إلى إيران

وخلال لقاء جمع سلام ولاريجاني في السراي الحكومي في بيروت، الأربعاء، اعتبر سلام أن "التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلا ومضمونا"، بحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء اللبنانية.
رفض التدخل في الشأن اللبناني
واعتبر سلام أن "هذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديدا صريحا، تشكل خروجا صارخا عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكا لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي".
وأضاف: "لا أنا ولا أي من المسؤولين اللبنانيين نسمح لأنفسنا بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، كأن نؤيد فريقا على حساب آخر، أو أن نعارض قرارات سيادية إيرانية، بناء عليه فإن لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، وأنه يتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد".
وشدد على أن "أي علاقة مع لبنان تمر حصرا عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية، وأي مساعدات خارجية مرحّب بها، شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية"، مجدداً التأكيد أن لبنان "حريص على علاقاته التاريخية مع إيران وكل الدول الصديقة على أساس الاحترام المتبادل"، مذكراً بأن "وحدة اللبنانيين وسيادة دولتهم وقرارات حكومتهم هي خطوط حمراء لا يمكن المساس بها".
حصر السلاح بيد الدولة
وأوضح سلام أن "قرارات الحكومة اللبنانية لا يسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى، فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد"، مذكراً بأن "مسألة حصر السلاح بيد السلطات الشرعية وحدها، هو قرار اتخذه اللبنانيون منذ إقرار اتفاق الطائف عام 1989، وجددوا تمسكهم به في البيان الوزاري للحكومة الحالية، كما أكده رئيس الجمهورية في خطاب قسمه أمام المجلس النيابي".
وبينما لم تنقل وسائل إعلام إيرانية أو لبنانية ما قاله لاريجاني لسلام، نشر المسؤول الإيراني عبر حسابه على "إكس" صوراً تجمعه بسلام من بينها صورة وهما يمسكان بأيديهما.
كان عراقجي قد التقى في وقت سابق بعد وصوله إلى بيروت الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه بري، بينما جرى استقبال شعبي له من قبل مناصري حزب الله في المطار.
الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة اللبنانية موافقتها على أهداف الورقة الأمريكية لتثبيت وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والتي تتضمن جدولا زمنيا لنزع سلاح حزب الله، بينما انسحب الوزراء الشيعة من الاجتماع.
وفي وقت سابق، رفض حزب الله موقف الحكومة التي قررت في اجتماعها السابق تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل آخر السنة، وعرضها على مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الجاري، معتبراً أنه سيتعامل معه على أنه قرار غير موجود.
زيارة إلى ضريح نصرالله
واختتم عراقجي برنامج زيارته إلى لبنان بزيارة ضريح الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله في بيروت، حيث رافقه وفد من السفارة الإيرانية.
وأدلى لاريجاني بكلمة خلال الزيارة قال فيها إن نصر الله "كان رجلا عظيما وكان رأس مال كبير للعالم الإسلامي أجمع"، معتبراً أن "حزب الله هو مفخرة ومدعاة للكرامة والعزة".
وقال لمناصري الحزب الذين كانوا في المرقد لاستقباله: "حقد البعض لكم هو سبب تأثيركم وصلابتكم"، مضيفاً: "إذا كنتم تريدون السير على درب الشهيد السيد نصر الله فواجبكم الصمود على المقاومة".
وبعد لقائه بري ظهر الأربعاء، قال لاريجاني: "نحن لا ننظر لاصدقائنا كأداة"، مضيفاً: "عليكم أن تعلموا أن المقاومة هي رأسمال لكم".
وأضاف: "نحن لم نأت ومعنا خطة إنما الأميركان هم من أتوا بورقتهم إليكم"، متابعاً: "يريدون من خلال الاعلام الكاذب ان يغيروا بين العدو والصديق فعدوكم هو “اسرائيل” التي اعتدت على لبنان".
وفي وقت علت انتقادات لزيارة لاريجاني من قبل خصوم حزب الله، قال بري، حليف الحزب، في تصريح لصحيفة "النهار" اللبنانية: "إيران دولة صديقة للبنان وستبقى وحزب الله لم ينتهِ"، مؤكداً أنه لم يوافق على قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله.
قبل لبنان، كان للاريجاني وقفة في العاصمة العراقية بغداد حيث التقى كبار المسؤولين وتوج هذا اللقاء بتوقيع "مذكرة تفاهم أمنية" مع مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي.
Today