غياب الأغلبية في الكنيست يؤجّل التصويت على تمديد أوامر استدعاء جنود الاحتياط وسط جدل تجنيد الحريديم

شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية تصعيداً في حدة الانتقادات، عقب قرار تأجيل التصويت على تمديد أوامر الاستدعاء الطارئة لجنود الاحتياط، المعروفة باسم "تساف 8"، في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، يوم الأربعاء، بسبب فشل الائتلاف الحاكم في تأمين أغلبية الأصوات، بحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست".
وبحسب الصحيفة هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد، رئيس حزب "يش عتيد"، الحكومة، متهماً إياها بـ"زيادة العبء على جنود الاحتياط من خلال عرقلة مقترح تمديد أوامر الاستدعاء الطارئة"، وأضاف: "مرة أخرى، يثبت الائتلاف أنه بلا أغلبية، وفي إسرائيل هناك حكومة أقلية غير فاعلة وغير شرعية".
من جانبه، قال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا": "لن نسمح باستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط بشكل متكرر بموجب أوامر الطوارئ، وفي الوقت نفسه، أن تواصل الحكومة تشجيع التهرب الجماعي من الخدمة العسكرية"، وفق الصحيفة نفسها.
ويأتي القرار في ظل أجواء سياسية مشحونة بسبب الخلاف حول قانون تجنيد الحريديم (اليهود المتشددين) في الجيش الإسرائيلي، وهو الملف الذي أدى إلى انسحاب حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراة" من الائتلاف الحاكم في منتصف يوليو، بعد انهيار المفاوضات بشأن مشروع القانون السابق.
كما تزامن التأجيل مع جلسة ساخنة، الثلاثاء، داخل لجنة الشؤون الخارجية والدفاع لمناقشة التوجهات الجديدة لمشروع قانون التجنيد. وخلال الاجتماع، كشف العميد شاي طايب، ممثل الجيش الإسرائيلي، عن نقص حاد في القوى البشرية، موضحاً أن حتى تحقيق الهدف المعلن للجيش المتمثل في استقطاب 4,800 مجند حريدي جديد، لن يلبي احتياجات المؤسسة العسكرية. وأضاف: "للأسف، معدل التعاون في صفوف المجتمع الحريدي منخفض للغاية"
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في 7 يوليو الفائت عزمه استدعاء 54 ألف طالب من طلاب المعاهد الدينية للخدمة العسكرية، تنفيذًا لحكم المحكمة العليا. وأكد المتحدث العسكري أن أوامر الاستدعاء ستصدر خلال شهر يوليو، مع وعد بتطوير برامج تراعي أسلوب حياة اليهود المتدينين وتساعد على دمجهم تدريجيًا في الجيش.
وتأتي هذه الخطوة في ظل توترات ميدانية داخلية وخارجية، حيث يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات أمنية متزايدة في غزة والحدود الشمالية مع لبنان، بالإضافة إلى التهديدات من الحوثيين في اليمن والتوترات مع إيران. هذا الواقع يزيد العبء على جنود الاحتياط الذين شاركوا في معارك متتالية.
استدعاء 430 ألف جندي احتياط للسيطرة على غزة
كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان)، الأحد الفائت، عن قرار الحكومة الإسرائيلية منح وزير الأمن يسرائيل كاتس الصلاحية لاستدعاء ما يصل إلى 430 ألف جندي احتياطي حتّى تاريخ 30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك في خضم الاستعدادات لتوسيع نطاق الحرب وتنفيذ قرار المجلس الوزاري للشؤون السياسية - الأمنية (الكابينت) بالسيطرة على مدينة غزة، ومخيمات الوسط.
وطبقاً لـ"كان"، فإن القرار يأتي في ظل "تصعيد العمليات العسكرية وحاجة الجيش لتعزيز قدراته القتالية، واتساقاً مع القرار الذي اتخذه "الكابينت" الخميس الماضي"، في إشارة إلى السيطرة على غزة والمخيمات الوسطى.
المصادقة على خطة العمل العسكرية في غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، الجنرال إيال زامير، صادق الأربعاء على الفكرة المركزية لخطة عمل الجيش في قطاع غزة، وذلك خلال جلسة موسعة حضرها منتدى هيئة الأركان العامة، وممثلون عن جهاز "الشاباك"، إلى جانب قادة عسكريين آخرين.
وخلال الاجتماع، استعرض زامير مسار العمليات التي نفذتها القوات حتى الآن، بما في ذلك الهجوم الذي بدأ أمس في منطقة الزيتون، قبل أن يتم اعتماد التصوّر العام للمراحل المقبلة في القطاع، بما يتماشى مع توجيهات المستوى السياسي.
ويوم الجمعة الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة تدريجية عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة.
Today