البرهان: لا مهادنة مع قوات الدعم السريع والقتال مستمر "مهما كان الثمن"

وفي تصريحاته بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس القوات المسلحة، خاطب البرهان المقاتلين قائلاً إن الجيش سيواصل القتال "مهما كان الثمن"، مشيدًا بصمود الجنود في مدن رئيسية مثل الفاشر وبابنوسة وكادقلي، حيث "يدافعون عن السودان على جميع الجبهات".
وأكد "عدم المهادنة والمصالحة" مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، متعهّدًا بعدم خيانة "تضحيات الشعب وأبنائه وإخوانه الذين سقطوا دفاعًا عن البلاد".
وجاءت تصريحات البرهان بعد أيام من اجتماع في سويسرا مع مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا مسعد بولس، في ظل تحركات دبلوماسية أمريكية متجددة لتحقيق السلام.
ووفق مصدر حكومي سوداني، ناقش الجانبان مقترحًا أمريكيًا لوقف شامل لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية. لكن، رغم جهود وساطة قادتها واشنطن والرياض، لم تنجح المساعي حتى الآن في إقرار هدنة.
موازين القوى وأزمة إنسانية خانقة
تعمل قوات الدعم السريع على إنشاء إدارة موازية في غرب البلاد بالمناطق التي تسيطر عليها، وهو ما أدانه مجلس الأمن الدولي بشدة الأربعاء، واعتبره "تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان وسلامة أراضيه".
وفي الأسابيع الأخيرة، فقدت هذه القوات أراضي لصالح الجيش، الذي استعاد مناطق في ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض. ولا تزال تسيطر على أجزاء من شمال وغرب كردفان، وجيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأربع من ولايات دارفور الخمس.
وقد أوقعت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين عشرات الآلاف من القتلى ودفعت ملايين إلى النزوح، فيما يواجه السودان أسوأ تفشٍّ للكوليرا منذ سنوات. وبحسب أطباء بلا حدود، سُجّل نحو 100 ألف حالة اشتباه وأكثر من 2400 وفاة مرتبطة بالمرض، بينها 40 وفاة في أسبوع واحد في غرب دارفور.
إقليم دارفور، الخاضع بمعظمه لقوات الدعم السريع، يشهد تداخل الكارثة الصحية مع المجاعة والنزوح، بينما حذّرت اليونيسف هذا الشهر من أن القتال في شمال الإقليم يعرّض أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة لخطر الجوع والمرض والعنف، في ظل تراجع المساعدات الإنسانية، بما فيها المساعدات الأمريكية، ما فاقم الأزمة بشكل غير مسبوق.
Today