بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.. قطر تحكم بالسجن خمس سنوات على زعيم الطائفة البهائية

حكمت السلطات القطرية الأربعاء 13 آب/أغسطس على زعيم الطائفة البهائية الصغيرة في البلاد بالسجن خمس سنوات، على خلفية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وُصفت بأنها "تشكك في أسس الدين الإسلامي"، وفقاً لوثائق قضائية حصلت عليها منظمة بهائية دولية تتابع القضية.
وأصدرت هيئة من ثلاثة قضاة في المجلس الأعلى للقضاء في قطر الحكم بحق ريمي روحاني، البالغ 71 عاماً، والذي يخضع للاحتجاز منذ نيسان/أبريل الماضي، وفقاً للوثائق التي قدمها مكتب المجتمع البهائي الدولي في جنيف لوكالة "أسوشييتد برس".
ورفض القضاة طلباً من هيئة الدفاع لمنحه الرأفة نظراً لإصابته بمرض في القلب، بحسب الوثائق نفسها.
إدانة من المجتمع البهائي الدولي
وصفت سبأ حداد، ممثلة مكتب المجتمع البهائي الدولي لدى الأمم المتحدة في جنيف، الحكم بأنه "انتهاك خطير وجسيم لحق حرية الدين أو المعتقد وهجوم على ريمي روحاني والطائفة البهائية في قطر".
ونشر مكتبها على منصة "إكس" دعوة إلى المجتمع الدولي "لحث الحكومة القطرية على الالتزام بالقانون الدولي وضمان الإفراج الفوري عن السيد روحاني".
وفي رد على استفسار من وكالة "أسوشييتد برس" بشأن الحكم، أصدر المكتب الإعلامي الدولي في قطر بياناً قال فيه: "يكفل دستور قطر حق حرية العبادة للجميع. ويجب أن يُمارس هذا الحق بما يتوافق مع القانون وألا يهدد أو ينتهك الاستقرار والأمن العام. كما يضمن النظام القانوني في قطر حصول جميع الأطراف في أي قضية على الإجراءات القانونية الواجبة والتمثيل القانوني، من دون أي تمييز قائم على العرق أو الدين أو أي وضع آخر".
تحذيرات أممية وانتقادات دولية
صدر الحكم بعد أسبوعين فقط من تعبير مجموعة من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن "قلق بالغ" بشأن اعتقال روحاني واحتجازه، واصفين ما حدث بأنه "جزء من نمط أوسع ومقلق من المعاملة غير المتكافئة للأقلية البهائية في قطر".
وقال الخبراء الأمميون إن "مجرد وجود البهائيين في قطر ونشاطهم غير المؤذي على منصة إكس لا يمكن تجريمه بموجب القانون الدولي".
ويُذكر أن روحاني، الذي شغل في السابق منصب رئيس غرفة تجارة قطر، كان قد اعتُقل سابقاً بتهم مرتبطة بعمله في قيادة "المجلس الوطني البهائي" في البلاد، بينها جمع تبرعات روتينية.
أما التهم الأخيرة، التي وُجهت في نيسان/أبريل، فتتعلق بحسابات البهائيين على منصتي "إكس" و"إنستغرام"، والتي تضمنت منشورات عن الأعياد القطرية وكتابات بهائية.
وبحسب وثائق مكتب جنيف، فقد ادعى الادعاء القطري أن هذه الحسابات "تروج لأفكار ومعتقدات طائفة دينية تثير الشكوك حول أسس وتعاليم الدين الإسلامي".
ردود فعل عائلية وانتقادات حقوقية
عبرت نورا روحاني، ابنة ريمي روحاني المقيمة في أستراليا، عبر البريد الإلكتروني عن صدمتها بالحكم قائلة إن القرار "مؤسف وصادم للغاية". وأضافت: "حالتي الصحية في العين تتدهور، وبعد خمس سنوات، حتى لو التقيت به، فلن أكون قادرة على رؤيته على الأرجح".
ويعد القمع أكثر وضوحاً في إيران، التي تحظر الديانة البهائية وتُتهم على نطاق واسع باضطهاد أتباعها. ويشير ناشطون حقوقيون إلى أن الحكومة الإيرانية ضغطت لقمع البهائيين في دول أخرى واقعة تحت نفوذها، بينها اليمن وقطر، التي تشترك مع إيران في أكبر حقل غاز طبيعي في العالم.
تعود جذور الديانة البهائية إلى ستينيات القرن التاسع عشر، حين أسسها بهاء الله، وهو نبيل فارسي يعتبره أتباعه نبياً. ويعتبر المسلمون النبي محمد خاتم الأنبياء وأعظمهم.
ومنذ بداياتها، تعرض أتباع البهائية لانتقادات من رجال الدين الشيعة الذين اعتبروهم "مرتدين". واستمر هذا القمع بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حيث أُعدم أو فُقد العديد من أتباع البهائية.
ويبلغ عدد أتباع البهائية حول العالم أقل من 8 ملايين شخص، تتركز أكبر جماعاتهم في الهند.
Today