مستشفى شيبا الإسرائيلي: ارتفاع حاد في استهلاك المواد الأفيونية بين الجنود المصابين في غزة

ونقلت الصحيفة عن إيلي (اسم مستعار)، وهو جندي مصاب كان يخدم في إحدى فرق المشاة لصد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، قوله: "لقد تناولت تقريبًا كل نوع من مسكنات الألم المتاحة".
ويضيف الجندي قائلًا: "كنت أتناول بين 12 و15 حبة يوميًا. أي شيء يأتي على شكل حبوب أو محلول كنت أتناوله. نصفها لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة والنصف الآخر لتخفيف الألم. أتناول أدوية مثل ليريكا، بيركوسيت، وقطرات فاليوم من أجل الألم".
خوف من الإدمان
ويعبّر إيلي عن خشيته من الوقوع في الإدمان، ويقول إنه بدأ يلحظ آثار ذلك عليه، ولذلك قرر التوقف عن تناول الحبوب بصعوبة، مستذكرًا حالته السابقة: "إذا نسيت حبوبي عند الخروج من المنزل أو حتى واحدة من الأربع حبوب التي أتناولها مساءً، لا أعرف ماذا أفعل بنفسي.. أجلس وأفكر في كيفية العودة إلى المنزل. كيف سمحت لنفسي بالوصول إلى هذا الوضع؟".
وفي السياق ذاته، يقول جندي آخر، يوفال (اسم مستعار أيضًا)، لـ"يديعوت أحرونوت" إنه يخضع لإعادة التأهيل منذ الأيام الأولى للحرب بعد أن جُرح خلال الغزو البري الإسرائيلي الأول لقطاع غزة.
ويضيف: "خلال أول شهرين أو ثلاثة، كنت أشعر باستمرار بتيار كهربائي يمر في ساقي. كان الأمر مثل الصعق بالكهرباء أو اللسع".
ويستكمل: "خلال تلك الفترة، تم تزويدي بكل نوع دواء يمكن التفكير فيه"، قبل أن يسرد قائمة بالأدوية القوية التي وُصفت له: ترامال، تراماديكس، مورفين، تارغين، ليريكا، بيركوسيت، حقن فاليوم، وسائل أوبتالجين السائلة.
ويؤكد الأخير أنه تناول أوكسيدون، وهو أفيون قوي، ويتابع: "في مرحلة لاحقة خلال إعادة التأهيل، جُلبت لي آلة خاصة وكنت متصلًا بها لمدة ثلاثة أيام، وحصلت على جرعة مورفين بالضغط على زر. كنت متصلًا بالوريد، وكل 20 دقيقة تتاح لي فرصة الضغط على الزر لأخذ بضع ملليغرامات من المورفين".
ارتفاع حاد في الأفيونات داخل إسرائيل بعد 7 أكتوبر
وتنتمي العديد من مسكنات الألم التي ذكرها يوفال إلى عائلة الأفيونات، وهي مخدرات قوية وفعالة لكنها شديدة الإدمان. وقد كانت سابقًا تُستخدم تقريبًا فقط في حالات الطوارئ أو لمرضى السرطان في مراحلهم النهائية.
وغالبًا ما كان ينتهي الأمر بالمرضى الذين وُصفت لهم الأفيونات بعد الجراحة أو الإصابة إلى تناولها دون إشراف طبي، أحيانًا عبر السوق السوداء، أو حتى باللجوء إلى المخدرات الشائعة مثل الهيروين.
وتشير الصحيفة إلى أن العقدين الماضيين شهدا ارتفاعًا حادًا في استخدام الأفيونات داخل إسرائيل، خاصة بين المرضى غير المصابين بالسرطان ودون سن 65.
ووفقًا لبيانات شركات التأمين الصحي، استقر عدد الإسرائيليين الذين حصلوا على وصفات لأفيونات قوية في عام 2023 عند نحو 90,000 شخص، بينهم حوالي 21,000 تلقوا هذه الأدوية لمدة تزيد عن ستة أشهر.
كما يوضح التقرير أن مركز شيبا الطبي في تل هشومر – أكبر مستشفى للتأهيل في البلاد – شهد ارتفاعًا حادًا في استخدام الأفيونات مباشرة بعد 7 أكتوبر.
ففي سبتمبر 2023، وصف المستشفى 194 جرعة من دواء "تارجين 20" الذي يحتوي على أوكسيدون، وارتفع هذا العدد بعد أكثر من عام من الحرب ليصل إلى 4,296 جرعة.
ونقلت الصحيفة عن أورين ميرون، الباحث في استخدام الأفيونات، قوله إن إحدى المشكلات تكمن في طبيعة الإصابات التي يتم علاجها، إذ لا يكون هناك بديل دائمًا للأفيونات.
ويضيف الباحث: "في بعض الأحيان يقتصر الأمر على العلاج الأولي، وأحيانًا يمتد أبعد من ذلك. بالنسبة للعديد من المرضى، قد تكون جلسات العلاج الطبيعي مؤلمة جدًا لدرجة أن الجرعة من الأفيونات هي الوسيلة الوحيدة التي تسمح لهم بالحركة".
وقد رفض الجيش الإسرائيلي الإفصاح عن عدد وصفات الأفيونات التي وُصفت للجنود، أو عن عدد الذين تلقوا دعمًا متعلقًا بالإدمان في السنوات الأخيرة.
Today