إسرائيل: لا نهاية للحرب في غزة من دون الإفراج عن جميع الرهائن

أكد مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع لصحيفة "جيروزاليم بوست"، الثلاثاء، أن السياسة الإسرائيلية "ثابتة ولم تتغير"، مشددًا على أن إنهاء الحرب في غزة مشروط بالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع. وقال المصدر: "نحن في المرحلة الحاسمة والنهائية ضد حركة حماس، ولن نترك أي رهينة خلفنا".
احتجاجات وضغوط داخلية
تزامن الموقف مع تظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، حيث طالب نشطاء وعائلات الرهائن الحكومة بالتوصل إلى اتفاق شامل. وقد انتقدت مجموعات احتجاجية، منها حركة "تساف 9"، استمرار دخول شاحنات الإمدادات إلى غزة معتبرة أنه "يتناقض مع أهداف الحرب" ويعرض حياة الجنود للخطر.
عائلات الرهائن عقدت مؤتمرًا صحافيًا حمّلت فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية فشل جولات التفاوض السابقة. إيناف زنغاوكر، والدة الرهينة ماتان، قالت إن "إسرائيل كانت على بعد خطوة من اتفاق وفق إطار ويتكوف قبل شهر، لكن الحكومة أفشلته بدوافع سياسية". وأضافت أن ابنها ورفاقه "يعانون الجحيم منذ 683 يومًا في الأنفاق".
أما يهودا كوهين، والد الرهينة نمرود، فأكد أن "الصفقة الجزئية طُرحت أكثر من مرة ثم أفشلها نتنياهو"، مشيرًا إلى أن "الوقت حان للتوصل إلى اتفاق شامل لا يقبل المماطلة".
الموقف الأميركي والإسرائيلي الرسمي
الرئيس الأميركي دونالد ترامب كتب على منصة "تروث سوشال" أن "عودة الرهائن لن تتحقق إلا عندما تتم مواجهة حماس وتدميرها".
من جانبه، صرّح نتنياهو خلال زيارة لفرقة غزة العسكرية أن "حماس تحت ضغط هائل"، في إشارة إلى التقارير الإعلامية التي تحدثت عن قبول الحركة مبدئيًا بصفقة تبادل جزئية تشمل هدنة مؤقتة.
مقترح الهدنة المؤقتة
وبحسب مسؤولين إسرائيليين نقلت عنهم وكالات أنباء، تدرس إسرائيل مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، يشمل إطلاق سراح نصف الرهائن مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني بينهم نساء وقاصرون. وأكدت مصادر مصرية وقطرية أن العرض ينص كذلك على زيادة المساعدات الإنسانية وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
لكن المصدر السياسي الإسرائيلي أوضح أن "المطلب الأساسي هو الإفراج عن جميع الرهائن"، ما اعتُبر إشارة إلى أن إسرائيل لم ترفض المقترح لكنها لم توافق عليه بالكامل أيضًا.
استمرار القتال وتصاعد الأزمة الإنسانية
على الأرض، استمرت العمليات العسكرية رغم الحراك الدبلوماسي. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 20 فلسطينيًا قُتلوا، الثلاثاء، جراء القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي في مدينة غزة ومحيطها، بينما قالت مصادر محلية إن عشرات العائلات حوصرت في منازلها بفعل القصف.
وأكدت الوزارة أن الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أودت بحياة أكثر من 62 ألف شخص، فيما شُرّد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
ضغوط متبادلة وآفاق غامضة
رغم أن حركة حماس أشارت إلى موافقتها المبدئية على المقترح دون شروط إضافية، إلا أن الفجوات ما زالت قائمة. فإسرائيل تصر على نزع سلاح الحركة ورحيل قيادتها عن غزة، وهو ما ترفضه حماس علنًا.
وبينما يواصل نتنياهو مواجهة ضغوط داخلية من شركائه في الائتلاف الحكومي الذين يعارضون أي هدنة قبل "هزيمة حماس"، يتصاعد الضغط الشعبي عبر تظاهرات واسعة تطالب بإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن.
Today