تصعيد كلامي فرنسي - إسرائيلي حول معاداة السامية.. الإليزيه يصف رسالة نتنياهو بأنها "دنيئة"

استنكرت الرئاسة الفرنسية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي ربط فيها بين رغبة الرئيس إيمانويل ماكرون في الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتصاعد معاداة السامية، ووصفتها بأنها "دنيئة" و"قائمة على مغالطات".
وأكد قصر الإليزيه أن رسالة نتنياهو "لن تمر من دون رد"، مشددًا على أن "الجمهورية تحمي وستواصل حماية مواطنيها اليهود". وأضاف البيان: "نحن نمر بمرحلة تتطلب الجدية والمسؤولية، لا التضليل والمناورات".
وقال الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية، بنجامان حداد، الثلاثاء، إن فرنسا "لا تحتاج إلى دروس في محاربة معاداة السامية"، وذلك ردًا على رسالة وجهها نتنياهو إلى ماكرون، اتهمه فيها بتأجيج "معاداة السامية" في فرنسا.
وفي مقابلة مع محطة "BFM TV" الفرنسية، شدد حداد على أن "قضية معاداة السامية التي تسمم مجتمعاتنا الأوروبية، لا يمكن استغلالها سياسيًا"، مؤكدًا أن السلطات الفرنسية "لم تتوانَ يومًا في محاربة معاداة السامية".
رسالة نتنياهو إلى ماكرون
وكان نتنياهو قد بعث في 17 أغسطس/آب 2025 برسالة "شديدة اللهجة" إلى ماكرون، بحسب ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست"، حذّر فيها من أن تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة حول إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية أدت إلى "تصاعد معاداة السامية في فرنسا وتشجيع حركة حماس".
وكتب نتنياهو في رسالته: "أنا قلق من الارتفاع المقلق لمعاداة السامية في فرنسا، ومن غياب التحرك الحاسم من جانب حكومتكم لمواجهتها. خلال السنوات الماضية، اجتاحت معاداة السامية المدن الفرنسية. ومنذ تصريحاتكم العلنية التي تهاجم إسرائيل وتشير إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، شهدنا تصاعدًا إضافيًا".
حوادث استشهد بها نتنياهو
وأشار نتنياهو إلى سلسلة من الحوادث الأخيرة ضد اليهود في فرنسا، بينها الاعتداء على رجل يهودي في منطقة ليفري-غارغان وسرقة نجمة داوود التي كان يرتديها، وتخريب مكاتب شركة "إل عال" الإسرائيلية في باريس بكتابات جدارية وصفتها بأنها "شركة إبادة"، إضافة إلى حريق استهدف مدرسة يهودية ابتدائية في ليون وشوّهت جدرانها بشعارات مؤيدة لفلسطين وصليب معقوف، فضلًا عن هجمات استهدفت حاخامات في باريس.
وقال نتنياهو: "هذه ليست حوادث معزولة، بل هي آفة".
اتهام بتشجيع حماس
كما اتهم نتنياهو ماكرون بأن دعواته لإقامة دولة فلسطينية منحت حماس جرأة إضافية. وكتب في رسالته: "دعوتكم لإقامة دولة فلسطينية تصب الزيت على نار معاداة السامية. هذا ليس دبلوماسية بل استرضاء. إنه يكافئ إرهاب حماس، ويشجع رفضها إطلاق سراح الرهائن، ويعطي دفعة لمن يهددون يهود فرنسا، ويغذي الكراهية المتصاعدة في شوارعكم."
وفي المقابل، قارن نتنياهو موقف ماكرون بسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أشاد به قائلاً إنه "أثبت أن معاداة السامية يمكن ويجب أن تُواجَه"، مشيرًا إلى تطبيقه القوانين المدنية، وملاحقة جرائم الكراهية، وترحيل المتعاطفين مع حماس.
دعوة إلى "تحرك عاجل"
وختم نتنياهو رسالته بالدعوة إلى "تحرك عاجل"، محددًا تاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2025، الذي يصادف رأس السنة العبرية، كموعد رمزي للتحرك ضد معاداة السامية. وكتب: "السيد الرئيس ماكرون، معاداة السامية سرطان. تنتشر حين يصمت القادة، وتتراجع حين يتخذون خطوات. أدعوكم إلى استبدال الضعف بالعمل، والاسترضاء بالعزم، وذلك قبل موعد واضح: رأس السنة اليهودية. التاريخ لن يغفر التردد، بل سيكرم الفعل".
Today