بعد جدل بشأن عقوبات على إسرائيل.. وزير خارجية هولندا يستقيل

أعلن وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب مساء الجمعة 22 آب/أغسطس استقالته من منصبه، بعد جدل داخل الحكومة حول فرض عقوبات إضافية محتملة على إسرائيل. ووفق ما نقلت وكالة "إيه أن بي" للأنباء، قال فيلدكامب في بيان: "أرى أنني لست في موقع يخوّلني اتخاذ إجراءات إضافية ذات أهمية من أجل الضغط على إسرائيل".

وأوضح الوزير أن مقترحاته في هذا الملف نوقشت "بشكل جدي" في اجتماعات مجلس الوزراء، لكنها واجهت اعتراضات واسعة، مضيفا: "لم أعد أملك الثقة الكافية في قدرتي على العمل كوزير للخارجية في الأسابيع والأشهر والسنة المقبلة".

رغبة في اتخاذ تدابير اضافية ضد إسرائيل

وكان فيلدكامب قد صرّح يوم أمس الخميس 21 آب/أغسطس برغبته في اتخاذ تدابير جديدة ضد إسرائيل. وارتبط هذا الموقف بخطوات سابقة اتخذتها أمستردام في تموز/يوليو، حين قررت منع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها، ووصفتْهما بأنهما "شخصيتان غير مرغوب فيهما" بسبب تصريحات وصفت بأنها محرضة على العنف وداعية إلى التطهير العرقي في غزة.

خلفية المواقف الهولندية

فيلدكامب، الذي شغل منصب سفير هولندا لدى إسرائيل بين عامي 2011 و2015 قبل دخوله الحياة السياسية عبر حزب "العقد الاجتماعي الجديد" (NSC) عام 2023، تبنى نهجا صارما تجاه السياسات الإسرائيلية. ففي 28 تموز/يوليو، أكد أن قرار منع بن غفير وسموتريتش جاء ردا على "تحريضهما المتكرر على عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين ودعواتهما المستمرة لتوسيع المستوطنات غير القانونية". كما استدعت الخارجية الهولندية السفير الإسرائيلي في لاهاي لجلسة توبيخ.

وقبل يوم من استقالته، وقعت هولندا إلى جانب 20 دولة أوروبية أخرى على بيان مشترك دان بشدة مصادقة إسرائيل على مشروع استيطاني كبير في الضفة الغربية المحتلة، واعتبره "غير مقبول ومخالفا للقانون الدولي".

إعلان المجاعة رسميًا في غزة

وتأتي استقالة الوزير الهولندي مع إعلان الأمم المتحدة اليوم الجمعة دخول غزة رسميا في حالة مجاعة، محذرة من أن نحو 500 ألف شخص يعيشون في ظروف "جوع كارثي".

وأكد بيان مشترك من جنيف أن أكثر من نصف مليون شخص عالقون في ظروف جوع كارثية، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، إن المجاعة تضرب محافظة غزة، وإن سوء التغذية الحاد سيتفاقم بسرعة حتى منتصف 2026 ما لم يتم التدخل.

من جهته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الكارثة بأنها "مجاعة من صنع الإنسان"، مشدداً على أن على إسرائيل ضمان دخول الغذاء والدواء، ومؤكداً أن الوضع "لا يمكن أن يستمر دون محاسبة".