أربع طرق تعتمدها وكالة الهجرة والجمارك الأميركية لتأهيل عناصرها وتوسيع عملياتها

تعدّ وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) جزءاً من وزارة الأمن الداخلي، وهي ركن أساسي في رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتنفيذ عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خلال حملته الانتخابية.
وفي تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، جرى استعراض دور ضباط الترحيل ضمن وحدة "تنفيذ وإجراءات الترحيل"، حيث تقع على عاتقهم مهمة العثور على الأشخاص غير الحاملين للجنسية الأميركية وإبعادهم عن البلاد لأسباب مختلفة تحول دون بقائهم.
قد يكون هؤلاء الأشخاص قد خضعوا لإجراءات قضائية وانتهى بهم الأمر بحكم قضائي يقضي بترحيلهم، أو لأنهم اعتُقلوا أو أُدينوا بجرائم معيّنة، أو لأنهم دخلوا البلاد بشكل متكرر بطريقة غير شرعية أو تجاوزوا مدة تأشيراتهم. كما تدير الوكالة شبكة متنامية من مراكز احتجاز المهاجرين في أنحاء البلاد لإيواء من يشتبه بارتكابهم مخالفات هجرة.
وبحسب التقرير، فإن أنشطة الوكالة وطريقة تنفيذها أثارت انقساماً واسعاً بين الأميركيين في الأشهر الأخيرة. وبعد سنوات ظل فيها عدد ضباط الترحيل شبه ثابت، بدأت الوكالة الآن بعملية توظيف متسارعة.
فقد أقرّ الكونغرس هذا الصيف تشريعاً يمنح الوكالة 76.5 مليار دولار إضافية لتسريع وتيرة الترحيلات، أي ما يقارب عشرة أضعاف ميزانيتها السنوية الحالية، خُصص نحو 30 ملياراً منها لتوظيف عناصر جدد.
الأسبوع الماضي، حصلت وكالة "أسوشيتد برس" على فرصة لزيارة القاعدة الواقعة في جنوب جورجيا حيث يُدرَّب مجندو الوكالة الجدد، وأجرت مقابلات مع كبار المسؤولين فيها. وهذه أبرز أربع نقاط خرجت بها المحادثات.
تسريع وتيرة التوظيف
يشير التقرير الى أن الوكالة تضم حالياً نحو 6,500 ضابط ترحيل، وتسعى بشكل مكثف إلى مضاعفة هذا العدد. وقال المدير بالوكالة تود ليونز إنه يريد توظيف 10,000 ضابط إضافي مع نهاية العام.
وأطلقت الوكالة موقعاً جديداً للتوظيف، وقدمت مكافآت تصل إلى 50 ألف دولار، وشاركت في معارض توظيف. وأوضح ليونز أنّها تلقت بالفعل 121 ألف طلب، كثير منها من ضباط سابقين.
يتلقى المجندون الجدد تدريبهم في"مركز التدريب الفيدرالي لإنفاذ القانون" في برونزويك بجورجيا، وهو منشأة واسعة قرب الساحل يُدرّب فيها ضباط من مختلف وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية. وتعمل الوكالة على مضاعفة عدد المدربين المسؤولين عن إعداد ضباط الترحيل.
وقال كاليب فيتيلو، المسؤول عن التدريب في الوكالة، إن ICE خفضت متطلبات اللغة الإسبانية لتقليص مدة التدريب خمسة أسابيع، كما يبحث عن طرق لتبسيط البرامج التدريبية وتمكين المجندين من ممارسة مهام أكثر داخل المكاتب الميدانية الموكلة إليهم.
الاستعداد للمواجهة
مع تصاعد جهود ترامب لترحيل ملايين الأشخاص، وقعت حوادث عنف خلال عمليات الاعتقال. وقد اتهم المنتقدون الوكالة بالمبالغة في استخدام القوة، بينما تقول ICE إن عناصرها هم من يتعرضون للهجمات.
وأشار فيتيلو إلى أنّ الوكالة تسجل كل حالة يستخدم فيها الضباط القوة، وكذلك أي هجوم يتعرضون له. ووفق بياناتها، فقد تم الإبلاغ عن 121 اعتداء على ضباط ICE بين 21 كانون الثاني/يناير و5 آب/أغسطس، مقارنة بـ11 فقط في الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال ليونز إنه بعد أحداث عنف رافقت عمليات في لوس أنجليس مؤخراً، باتت الوكالة تزود عناصرها الجدد بخوذ وأقنعة واقية للغاز بشكل أساسي. وأضاف: "نشهد الآن سيناريوهات مختلفة تماماً عمّا كنا نتدرب عليه سابقاً، وعلينا التكيّف معها."
وأوضح أيضاً أن الوكالة بدأت بإرسال فرق أمنية لمرافقة الضباط خلال عمليات الاعتقال، قائلاً: "لن نسمح بعد الآن بإلقاء الحجارة، لأننا سنكون مزودين بعناصر خاصة لحماية من ينفذون الاعتقال."
تعزيز الوحدات الخاصة للمهام عالية المخاطر
خلال عرض تدريبي في مركز برونزويك، وقف نحو ثمانية ضباط بملابس مموهة وخوذ وأسلحة متطورة أمام أحد المنازل وهم يصرخون: "شرطة! لدينا مذكرة!" قبل اقتحامه وتفتيشه.
هؤلاء أعضاء في "فريق الاستجابة الخاصة" (SRT)، وهو أشبه بفرقة سوات، يتألف من ضباط ترحيل تلقوا تدريباً خاصاً لمواجهة المواقف الصعبة. كما يرافقون الموقوفين المصنفين خطرين أثناء ترحيلهم.
وقال فيتيلو: "الجميع يتلقى تدريباً على تنفيذ مذكرات التوقيف، لكن هؤلاء يتدربون على تنفيذ المذكرات عالية المخاطر."
ويبلغ عدد عناصر هذه الفرق نحو 450 ضابطاً، وقد نُشروا للمساعدة في تنفيذ عمليات بمدن مثل لوس أنجليس وبورتلاند وواشنطن. وأكد ليونز أنه يرغب بزيادة هذه الوحدات دون تحديد رقم، فيما كشف فيتيلو عن خطط لشراء المزيد من المركبات المدرعة الخاصة.
التدريب على "من يمكن اعتقاله ومتى"
يتلقى المجندون الجدد تدريبات على قوانين الهجرة والتعديل الرابع للدستور الأميركي الذي يحمي من التفتيش غير القانوني. كما يخضع الضباط القدامى لدورات تحديثية دورية.
في بعض الحالات المحدودة يُسمح لعناصر ICE بدخول المنازل، وعادةً ما يمتلكون مذكرات إدارية وليست جنائية، وهذه لا تمنحهم صلاحية دخول المنزل من دون موافقة ساكنيه.
وأوضح فيتيلو أن المجندين يتلقون تدريباً حول أنواع المذكرات والفوارق بينها، ويُعلَّمون أن من يمنحهم إذناً بالدخول يملك الحق بسحب موافقته. وأضاف: "إذا قال لك أحدهم ’اخرجوا‘ ولم تعثروا على الهدف، فعليكم المغادرة."
انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر ضباط ICE وهم يكسرون نوافذ سيارات لإخراج أشخاص واعتقالهم.
وفي هذا السياق، أوضح فيتيلو أنّ الحماية التي يوفرها التعديل الرابع لا تشمل المركبات، ما يتيح للضباط اعتقال شخص داخل سيارة أو شاحنة. لكنه أشار إلى أنه في حالة نادرة كأن يكون الهدف داخل عربة سكن متنقلة (motor home)، فإن الضباط يستشيرون محامي الوكالة لتحديد القواعد القانونية التي تنطبق.
Today