إسرائيل تتهم مدريد بـ"معاداة السامية" وتمنع دخول نائبة رئيس وزرائها.. وإسبانيا ترد: اتهامات زائفة

وجّه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اتهامًا مباشرًا لإسبانيا بتبني سياسات معادية للسامية. جاء ذلك ردًا على إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن حزمة تدابير تضم تسعة إجراءات تهدف إلى وقف ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية في غزة"، وهو الوصف الذي أثار استياءً رسميًا في تل أبيب.
وفي بيان نشره عبر منصة "إكس"، قال ساعر إن "الحكومة الإسبانية تسعى لإخفاء فضائح فساد خطيرة من خلال حملة واضحة تستهدف إسرائيل وتتّسم بمعاداة السامية".
وأشار الوزير إلى أن "نشاط الحكومة الإسبانية الحالية ضد إسرائيل يعكس علاقاتها المثيرة للجدل مع أنظمة استبدادية مظلمة، بدءًا من نظام ولاية الفقيه في إيران وصولاً إلى حكومة مادورو في فنزويلا".
وأعلن ساعر عن عقوبات إسرائيلة تشمل وزراء في الحكومة الإسبانية، حيث سيتم حظر يولاندا دياز، نائبة رئيس الوزراء وزيرة العمل، وكذلك سيرا ريجو، وزيرة الشباب والأطفال، من دخول إسرائيل.
وأكد أن تل أبيب لن تقيم أي اتصال معهما بأي شكل من الأشكال، مشددًا على أن هذه الخطوات تمثل رسالة واضحة بشأن طبيعة السياسات التي تتبعها مدريد.
كما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أن بلاده ستبلغ حلفاءها الدوليين بـ "سلوك الحكومة الإسبانية العدائي، والبعد المعادي للسامية والعنيف في تصريحات مسؤوليها". وقال: "من المهم أن يتمكن أصدقاء إسرائيل في العالم من إدراك طبيعة الخطر الذي يشكله النظام الحالي في إسبانيا".
إسبانيا ترفض اتهامات إسرائيل "الزائفة"
من جانبها، رفضت الحكومة الإسبانية بشدة التصريحات الإسرائيلية. وأصدرت وزارة الخارجية الإسبانية اليوم الاثنين بيانًا أدانت فيه الاتهامات الإسرائيلية واعتبرتها "زائفة".
كما أدانت تحرك إسرائيل لمنع مسؤولين إسبانيين اثنين من دخول أراضيها، مشيرة إلى أن إسبانيا "لن تُذعن للترهيب في دفاعها عن السلام والقانون الدولي وحقوق الإنسان".
سانشيز يتهم تل أبيب بـ "إبادة" الشعب الفلسطيني
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أعلن اليوم الاثنين في قصر مونكلوا عن سلسلة من الإجراءات ضد إسرائيل في مواجهة "الإبادة الجماعية في غزة".
وقال سانشيز: "لطالما دعمت إسبانيا دولة إسرائيل. ولكن بنفس الطريقة التي أدانت بها إسبانيا هجمات حماس، فإنها تدين الآن الهجمات على غزة التي تسببت في مقتل 63,000 شخص وانتشار سوء التغذية على نطاق واسع في غزة".
وأضاف أن إسبانيا ستضغط على بنيامين نتنياهو للتخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين، مؤكداً أن بلاده تسعى لتكون "في الجانب الصحيح من التاريخ" خلال "واحدة من أكثر الأحداث المشينة".
واستهل رئيس الوزراء الإسباني خطابه بالاعتراف بـ"معاناة اليهود على مر التاريخ"، مع كل أنواع "الاضطهاد والاعتداءات، مثل طردهم من شبه الجزيرة عام 1492 أو الهجوم الأكبر على الإطلاق: المحرقة. كما كرر إدانته لهجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 واعتراف إسبانيا بـ "حق إسرائيل في أن تكون لها دولتها الخاصة".
وقال بيدرو سانشيز في خطابه: "بقناعة متساوية نعتقد أن حماية بلدكم ومجتمعكم شيء وقصف المستشفيات وتجويع الأطفال حتى الموت شيء آخر". وأضاف أن "العملية العسكرية رداً على هجمات حماس تحولت إلى احتلال غير شرعي جديد للأراضي الفلسطينية، وهجمات غير مبررة ضد السكان المدنيين، فيما يعتبره المقرر الخاص للأمم المتحدة والعديد من الخبراء إبادة جماعية".
الإجراءات المتخذة
1- الموافقة العاجلة على مرسوم بقانون حظر بيع وشراء الأسلحة إلى إسرائيل.
2- حظر عبور السفن التي تنقل الذخائر والأسلحة إلى إسرائيل عبر الموانئ الإسبانية.
3- منع وسائل النقل التي تحمل مواد دفاعية لإسرائيل من التحليق في الأجواء الإسبانية.
4- منع الأشخاص المتورطين مباشرة في الإبادة الجماعية من دخول الأراضي الإسبانية .
5- حظر الاحتلال الذي يفرض التهجير القسري لسكان غزة.
6- الحد من الخدمات القنصلية للأشخاص في المستوطنات الفلسطينية غير الشرعية.
7- تعزيز الدعم للسلطة الفلسطينية وتعزيز الحدود وإقامة مشاريع جديدة في مجالي الزراعة والصحة.
8- توسيع مساهمة إسبانيا في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
9- زيادة المخصصات الإنسانية لتصل إلى 150 مليون يورو.
Today