اشتباك بالأيدي في مطار بيروت بين الأمن السوري واللبناني خلال زيارة الشيباني.. ما القصة؟

قالت مصادر إعلامية لبنانية إن اشتباكًا بالأيدي وقع بين الوفد الأمني المرافق لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وجهاز أمن المطار اللبناني على خلفية رفض عناصر الأمن السوري تفتيش أسلحتهم ومرافقيهم لدى دخولهم الأراضي اللبنانية عبر مطار بيروت.

وأفادت الصحافية مريم البسام، في منشور عبر منصة "إكس"، أن عناصر الأمن السوري حاولوا الدخول إلى المطار حاملين أسلحتهم لاستقبال الوزير، إلا أن القوى الأمنية اللبنانية منعت ذلك.

وأضافت أن حرس الوزير الشيباني، الذين كانوا مسلحين، منعوا أيضًا من دخول المطار، ما أدّى إلى إيقاف موكبه لنحو ربع ساعة للتأكّد من مطابقة الأسلحة مع التراخيص الممنوحة سابقًا عبر وزارة الخارجية اللبنانية.

فوضى عند المغادرة

وشهد المطار فوضى جديدة عند مغادرة الوفد السوري، بعدما رفض مرافقو الوزير تمرير حقائبهم عبر جهاز السكانر. وعندما طلب عنصر من قوى الأمن الداخلي توقيع ورقة رفع مسؤولية في حال حصول أي حادث على متن الطائرة بسبب "غموض في محتوى الحقائب"، رفض الوفد السوري ذلك، وهاجم أحد عناصر أمن الشيباني العنصر اللبناني ودفعه من مكانه.

وبحسب البسام، فإن الحادثة أعادت إلى الأذهان حقبة ما يُعرف بـ"الفزعة السورية" في مطار بيروت، في إشارة إلى ممارسات أمنية سابقة مرتبطة بالوجود السوري في لبنان.

تدخل وزير الخارجية اللبناني لاحتواء الأزمة

وتدخل وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، وقال لعناصر الأمن الداخلي: "رح تنزعوا علاقتنا بالسوريين، ما صدّقنا إجوا على لبنان". وانتهى الإشكال عبر اتفاق يقضي بتعهّد الجانب السوري بتحمّل المسؤولية الكاملة عن الحقائب غير المفحوصة، والسماح بنقلها إلى الطائرة كما هي.

تفاصيل إضافية من صحفي لبناني

من جهته، أفاد الصحفي عبد الله قمح أن الأجواء توتّرت منذ دخول الوفد السوري الأراضي اللبنانية من مطار بيروت، حيث دخل الفريق الأمني السوري بسلاحه، وطلب منه الأمن اللبناني التفتيش، فرفض الوفد المرافق للشيباني الأمر، ما استدعى تفاهمًا واتفاقًا لحلّ اللبس الذي حصل.

أشار قمح إلى أنه عند المغادرة، طلب جهاز أمن المطار التأكد من مطابقة أرقام المسدسات التي تم تسجيلها عند الدخول، إلا أن الوفد الأمني السوري رفض ذلك أيضًا. ونتيجة لإصرار ضباط وعناصر الأمن اللبناني على إتمام المطابقة — وهو إجراء روتيني يُطبّق دائمًا — قام أحد عناصر الوفد الأمني السوري بالاعتداء على عنصر لبناني، ما أدّى إلى تطور الوضع واشتباك بالأيدي بين الطرفين.

وأكد قمح أن جهاز الأمن اللبناني أصرّ على تفتيش الأسلحة، وهو ما تم فعليًّا لاحقًا.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب السوري أو اللبناني عن الحادثة لتوضيح ملابسات ما جرى، رغم اتساع رقعة الحديث عنها في الأوساط الإعلامية والشعبية.

استياء لبناني واسع: "سلوك يعيد ذكريات الاحتلال"

وأثار الحادث موجة استياء واسعة في الأوساط اللبنانية، إذ عبّر كثيرون عن سخطهم من جهل الوفد الأمني السوري بالبروتوكولات الأمنية المعهودة في المطارات الدولية، خصوصًا في دولة ذات سيادة كالجمهورية اللبنانية.

وذهب آخرون إلى أن ما قام به الوفد الأمني السوري يعيد تكرار الممارسات التي كانت سائدة إبان وجود الجيش السوري في لبنان، حين كان يُفرض نفوذ أمني سوري مباشر على المؤسسات والمواطنين، ويُتحكم بقرارات الدولة من دون أي احترام للسيادة أو الإجراءات الرسمية.

تطوير العلاقات بين البلدين

وكان وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ظهر يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في أول زيارة رسمية لمسؤول سوري رفيع المستوى منذ سقوط نظام بشار الأسد وبدء مرحلة الحكم الانتقالي برئاسة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع. 

والتقى بالرئيس اللبناني جوزيف عون بالشيباني في العاصمة اللبنانية بيروت، وأكد أن لبنان يتطلع إلى تعزيز العلاقات بين البلدين على أساس "الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.

وقال الشيباني خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه الرئيس اللبناني جوزيف عون "هناك خطط الآن نناقشها بدعم دولي لأن تكون هناك عودة كريمة وعودة مستدامة" للاجئين السوريين من لبنان.