حزب الله يدعو الحكومة إلى وضع خطة تمكّن الجيش اللبناني من التصدي لإسرائيل: لن نستسلم

شدّد أمين عام حزب الله، نعيم قاسم على أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن طرد إسرائيل وحماية السيادة ووقف الخروقات الإسرائيلية، معتبرًا أن طلب الرئيس اللبناني جوزاف عون من الجيش اللبناني التصدي لأي توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، هو موقف "مسؤول".

وجاءت مواقف قاسم خلال كلمة ألقاها في افتتاح "سوق أرضي" في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الجمعة 31 تشرين الأول/أكتوبر 2025، في وقتٍ يشهد فيه الجنوب توترًا متصاعدًا بعد توغلٍ إسرائيلي في بلدة بليدا وقتل أحد العاملين في البلدية، ما أعاد تسليط الضوء على استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

على أبواب مرور عام على الاتفاق.. خروقات مستمرة

قال قاسم إن "الاعتداءات الإسرائيلية تزداد كلما أُعلن عن زيارة لمبعوث أميركي إلى لبنان"، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة ليست وسيطًا نزيهًا بل هي الراعية للعدوان وتوسّع".

وتساءل: "ما هو موقف أميركا من خمسة آلاف خرق عدواني على لبنان؟ إنها تبرر دائماً هذه الاعتداءات"، مضيفًا: "عندما طلب الرئيس عون التصدي، صرّح مسؤول أميركي بأن الجيش يساعد الحزب، فهل أصبح الدفاع عن لبنان تهمة؟".

دعوة إلى خطة وطنية للمواجهة

وحذّر الأمين العام لحزب الله من أن "لبنان في خطر حقيقي بسبب التوحش الأميركي والتغول الإسرائيلي" على حد تعبيره، داعيًا الحكومة إلى "وضع خطة تمكّن الجيش من التصدي للعدوان الإسرائيلي".

وأكد أن " قوة ارتباطنا بأرضنا أكبر من قدراتهم العسكرية مهما بلغت، فقد يقدرون على القتل لكنهم لا يقدرون على قتل شعور العزة بداخلنا ولا على اقتلاع حب الأرض من قلوبنا"، مضيفا :"لن يغيّر التهويل مواقفنا، ولن نقبل بالاستسلام أو بالالتزامات القسرية".

وأشار إلى أن "عنوان الوطنية هو السيادة والاستقلال والحرية، وهدف المقاومة حماية الأرض وتحرير الوطن".خط

توجيهات للتصدي للتوغلات الإسرائيلية

وكان رئيس الجمهورية جوزاف عون قد وجّه في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2025 قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى التصدي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعًا عن السيادة وسلامة المواطنين.

وأوضح بيان الرئاسة أن ا"لرئيس عون اطّلع على تفاصيل التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا، الذي أسفر عن مقتل العامل البلدي إبراهيم سلامة أثناء قيامه بواجبه المهني"، معتبرًا أن "هذا الاعتداء يندرج في إطار سلسلة الممارسات الإسرائيلية العدوانية".

وأكد البيان أن لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية "يجب ألا تكتفي بتسجيل الوقائع، بل أن تمارس الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والالتزام بمندرجات الاتفاق الموقع في تشرين الماضي".

غراهام يحذر

وفي موازاة الموقف اللبناني، صرّح السيناتور الأميركي ليندسي غراهام بأن "العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان ستتوقف إذا جرى نزع سلاح حزب الله"، معتبرًا أن "التوغلات الإسرائيلية تهدف إلى منع إعادة ظهور الحزب كقوة مسلحة مرتبطة بإيران".

وأكد السيناتور الأميركي أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية ستتوقف إذا جرى نزع سلاح حزب الله"، مشيرًا إلى وجود "تصريحات مشجعة من داخل لبنان تعبّر عن رغبة في نزع سلاح الحزب وتسليم جميع الأسلحة إلى الجيش اللبناني"، لكنه شدد على أن "هذه التصريحات يجب أن تُترجم إلى خطوات فعلية على الأرض".

وحذّر غراهام من أن "فكرة انضمام الجيش اللبناني إلى حزب الله في مواجهة إسرائيل من شأنها أن تعرض للخطر كل ما أقوم به، وما يسعى إليه كثيرون لمساعدة لبنان على المضي قدمًا".