الشيباني: الشرع يزور واشنطن لبحث مكافحة الإرهاب ونرفض سياسة الاستقطاب في علاقاتنا الخارجية
أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الأحد، أن رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع سيزور واشنطن خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في خطوة وصفها بـ"التاريخية"، إذ ستكون أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ استقلال البلاد عام 1946.
وأفاد الشيباني خلال مشاركته في منتدى "حوار المنامة" بالبحرين بأن الزيارة ستركّز على ثلاث أولويات رئيسية: رفع ما تبقى من العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، دعم جهود إعادة الإعمار، وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة تنظيم (داعش).
وقال: "لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار العقوبات"، مشدداً على أن بلاده "بحاجة للدعم الدولي" في مواجهة التهديدات الإرهابية التي لا تزال قائمة.
ركائز المرحلة الجديدة
وأشار الشيباني في كلمته إلى أن سوريا مرت بمرحلة "لم تكن مليئة بالورود"، لكنها التزمت بـ"تعزيز السلم الأهلي" و"تأسيس العدالة". وأضاف أن الحكومة الانتقالية أنشأت "لجنة وطنية للمفقودين" لمعالجة ملف يطال أكثر من 250 ألف شخص اختفوا خلال حكم النظام السابق، كما وضعت "مساراً للعدالة الانتقالية" يهدف إلى "تحقيق الحقيقة دون انتقام أو انزلاق إلى فوضى ما بعد الأنظمة".
وأكد الوزير السوري أن الرؤية الدبلوماسية للمرحلة الانتقالية تقوم على "التوازن والحياد"، رافضاً سياسة الاستقطاب التي سادت في العهد السابق. وقال: "نسعى لأن تكون سوريا على مسافة واحدة من الجميع، ونبني علاقاتنا على التعاون والتبادل التجاري والانفتاح".
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، قد أعلن السبت أن الشرع سيوقّع "على الأرجح" اتفاق انضمام بلاده إلى التحالف الدولي ضد داعش خلال تواجده في واشنطن.
وتأتي الزيارة بعد مشاركة الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي، وهي الثانية له إلى الولايات المتحدة. كما سبق أن التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض في أيار/مايو، في لقاء تعهّد خلاله ترامب برفع العقوبات عن سوريا.
سوريا ترفض الوقائع الجديدة في الجنوب
في غضون ذلك، أوضح الشيباني أن الحديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل "غير مطروح"، رغم إشارات سابقة من مسؤولين سوريين حول توقّع اتفاقات أمنية مع الدولة العبرية بحلول عام 2025. ونوه بأن دمشق ملتزمة باتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، وتعمل على "بناء اتفاق أمني لا يُقرّ واقعاً جديداً" في الجنوب السوري، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية بعد تقدّم قواتها إلى مناطق منزوعة السلاح عقب إطاحة نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وشدّد الوزير السوري على أن "لا نسعى لأن تشكل سوريا تهديداً لأي بلد"، مضيفاً: "لا نريد حربًا جديدة، ولا نقبل بفرض وقائع أمنية من طرف واحد".
Today