روسيا وكوريا الشمالية تبرمان اتفاقية استراتيجية لدعم بعضهما في حال تعرض أي منهما لهجوم
صادقت كوريا الشمالية اليوم الثلاثاء على اتفاقية دفاعية كبيرة مع روسيا، تتيح للبلدين تقديم مساعدة عسكرية متبادلة في حال تعرض أي منهما لهجوم.
تأتي هذه الاتفاقية في وقت حساس، حيث وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على المعاهدة الأسبوع الماضي، ليتم بذلك إتمام الصفقة الأكبر بين البلدين منذ أكثر من سبعين عاما.
الصفقة التاريخية تشمل توفير الدعم العسكري الفوري بين موسكو وبيونغيانغ في حالة التصعيد، ما يعزز التحالف الاستراتيجي بين البلدين في مواجهة التهديدات الخارجية.
ويرى المحللون أن هذه الاتفاقية قد تشكل تحولا كبيرا في مجريات الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تعزز قدرة روسيا على مواجهة الضغوط الدولية، بينما تدعم كوريا الشمالية موقفها العسكري في المنطقة.
تفاصيل الاتفاق
يُطلق على هذا الاتفاق اسم معاهدة "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ ما أن يتبادل الجانبان وثائق المصادقة، وفقًا لوسائل إعلام كورية محلية.
تدعو المعاهدة كذلك إلى التعاون بين البلدين لإقامة "نظام عالمي جديد عادل ومتعدد الأقطاب"، وتشير إلى التعاون في مجالات معينة كالطاقة الذرية السلمية والفضاء والإمدادات الغذائية والتجارة والاقتصاد.
ويقول بعض المراقبين إن مصادقة الطرفين على المعاهدة، قد يشير إلى أن كوريا الشمالية من الممكن أن تدخل رسميًا في الحرب الروسية الأوكرانية في وقت قريب.
موقف الغرب
يأتي هذا السعي للتعاون المشترك في الوقت الذي قالت فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وأوكرانيا إن بيونغيانغ أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا للتدريب والقتال في أوكرانيا، وقال الأمين العام للناتو مارك روته إن وجودهم يمثل "تصعيدًا خطيرًا" للصراع.
نكاية بدعم بيونغيانغ لموسكو.. كوريا الجنوبية تدرس تزويد أوكرانيا بالأسلحة
وأكدت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وجود عشرة آلاف جندي من كوريا الشمالية في منطقة كورسك الروسية، التي توغلت أوكرانيا فيها بشكل مفاجىء أول شهر آب/ أغسطس الماضي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين، إن جيشه يحتجز خمسين ألف جندي تقريبا في كورسك، دون تحديد لأي دولة يتبعون، لموسكو أم لبيونغيانغ.
وقد تكون هذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها دولة ثالثة في الحرب الروسية الأوكرانية من خلال إرسال قواتها، بالنظر إلى أن دولا أخرى تقدم مساعدات عسكرية تشمل أسلحة وتكتفي بذلك على عكس كوريا الشمالية.