في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 38 شخصا من الطائفة الشيعية في باكستان
ووقع الهجوم في منطقة كورام، التي تقع في محافظة خيبر بختونخوا، حيث شهدت المنطقة في الأشهر الأخيرة اشتباكات طائفية بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية، مما أسفر عن مقتل العشرات. ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم فورًا، ولكن الهجوم يأتي بعد أسبوع من إعادة فتح أحد الطرق الرئيسية في المنطقة، الذي كان قد أغلق لأسابيع بسبب اشتباكات دموية سابقة.
وقال المسؤول المحلي في الشرطة، أزمت علي، إن عدة مركبات كانت تسير في قافلة من مدينة باراشنار إلى بيشاور، عاصمة خيبر بختونخوا، عندما اعترضها المسلحون وأطلقوا النار عليها. وأضاف أن ما لا يقل عن عشرة من المصابين في حالة حرجة ويتم تلقي العلاج في المستشفى.
من جهته، قال وزير الداخلية الباكستاني، محسن نقفي، إن الهجوم الذي وصفه بـ "الهجوم الإرهابي" أسفر عن مقتل 38 شخصًا. وقد أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف والرئيس آصف علي زرداري الهجوم بشدة، وأكد شريف أن من يقفون وراء قتل المدنيين الأبرياء لن يفلتوا من العقاب.
وقال شاهد عيان، وهو مير حسين البالغ من العمر 35 عامًا، إنه رأى أربعة مسلحين يخرجون من سيارة ويبدؤون بإطلاق النار على الحافلات والسيارات. وأضاف: "أعتقد أن آخرين كانوا يطلقون النار على القافلة من حقول مزروعة قريبة. استمر إطلاق النار لحوالي 40 دقيقة"، مشيرًا إلى أنه اختبأ حتى فرّ المعتدون.
وفي السياق ذاته، أدان باقر حيدري، أحد قادة الشيعة المحليين، الهجوم وقال إن عدد القتلى قد يرتفع. وقد أعلن أصحاب المتاجر في مدينة باراشنار عن إضراب يوم الجمعة احتجاجًا على الهجوم.
ويُذكر أن الشيعة يشكلون نحو 15% من سكان باكستان الذين يبلغ تعدادهم حوالي 240 مليون نسمة، والتي تعد دولة ذات أغلبية سنية، إلا أن تاريخ التوترات الطائفية بين الطائفتين يعود لعقود طويلة، خاصة في مناطق مثل كورام حيث تشكل الأقلية الشيعية الأغلبية. كما لقي نحو 50 شخصًا من الطائفتين مصرعهم في يوليو الماضي إثر صراعات على أراضٍ في نفس المنطقة.
وتواصل السلطات الباكستانية التصدي للعنف في شمال غرب وجنوب غرب البلاد، حيث تستهدف الهجمات المسلحة التي تقوم بها الجماعات المتشددة رجال الأمن والمدنيين على حد سواء. وقد اتُهمت جماعات مثل حركة طالبان الباكستانية وجيش تحرير بلوش المحظور بالوقوف وراء العديد من الهجمات في تلك المناطق.
ويعكس هذا الهجوم استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد، مما يستدعي جهودًا عاجلة لاستعادة الأمن وإنهاء الصراعات الطائفية العميقة.