حقنتان في السنة قد تكفيان للتخلص من الإيدز فهل تكون متاحة لجميع المرضى؟
يُباع الدواء تجاريًا باسم "سونلنكا" لعلاج الفيروس في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، وتعمل شركة "جيلياد" على ترخيصه قريبًا كوسيلة وقائية، مما قد يمثل خطوة نوعية في مكافحة الفيروس العالمي.
وفي تقرير صدر بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، أعلن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية أن عدد الوفيات الناتجة عن المرض في العام الماضي بلغ أدنى مستوياته منذ عام 2004، مسجلًا 630 ألف وفاة.
وأكد التقرير أن العالم الآن في "مفترق طرق تاريخي" ولديه فرصة حقيقية لإنهاء الوباء إذا ما جرى تسخير هذا الدواء الجديد بشكل عادل وفعال.
فئات مهددة وبلدان مستثناة
رغم التقدم الكبير، تواجه "جيلياد" انتقادات حادة بسبب استثناء معظم دول أمريكا اللاتينية من صفقة الأدوية الجنيسة التي تشمل 120 دولة ذات معدلات إصابة مرتفعة، معظمها في إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
ويأتي هذا رغم ارتفاع الإصابات في تلك الدول. في هذا الإطار، تقول ويني بيانييما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك: "هذه الطريقة تتفوق على أي وسيلة وقائية أخرى لدينا، لكنها لن تُحدث فرقًا إلا إذا وصلت إلى الدول الأكثر عرضة للإصابة".
ويرى الخبراء أن توفير عقار "ليناكابافير" يمكن أن يخفض التكلفة إلى 40 دولارًا فقط لكل جرعة، مقارنة بالآلاف التي تدفعها بعض الدول الغنية مثل النرويج وفرنسا والولايات المتحدة. وأكد الدكتور سليم عبد الكريم، خبير الإيدز في جنوب إفريقيا، أن الدواء يمثل "حلاً فعالًا بشكل غير مسبوق"، لكنه تساءل عن كيفية ضمان وصوله إلى جميع المحتاجين.
أمل الفئات المهمشة
يُعد هذا الدواء بمثابة طوق نجاة للفئات الأكثر تهميشًا، مثل الرجال المثليين والعاملين في الجنس والشابات، الذين غالبًا ما يواجهون وصمة العار عند طلب الحماية. وتقول بيانييما: "هذا الدواء سيكون معجزة لهم، فهو يتطلب زيارتين فقط للعيادة سنويًا للحصول على الوقاية".
ومع تزايد الضغوط من جماعات المناصرة في أمريكا اللاتينية، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى استعداد "جيلياد" لتوسيع نطاق التوزيع. وبينما تتعهد الشركة بالعمل على حلول مبتكرة، يُجمع الخبراء على أن نجاح "ليناكابافير" في القضاء على الإيدز لن يعتمد فقط على فعاليته العلمية، بل على عدالة توزيعه عالميًا.
Today