الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ يفاقم مشاعر العداء تجاه المهاجرين ويثير قلق الجاليات

وقع الحادث عندما قاد طبيب سعودي المولد، مقيم في ألمانيا منذ عام 2006، سيارته باتجاه سوق عيد الميلاد المزدحم، مما أسفر عن مقتل خمس نساء وطفل في التاسعة من عمره، وإصابة نحو 200 شخص آخرين.
وعلى الرغم من أن السلطات أكدت أن المشتبه به، المحتجز حاليًا، لا يندرج ضمن التصنيفات المعتادة للمهاجمين المتطرفين، إلا أن الحادثة أثارت ردود فعل قوية، وأدت إلى تصاعد الخطاب اليميني المتطرف في المدينة.
وبعد يوم واحد فقط من الهجوم، شهدت ماغديبورغ مظاهرة حاشدة نظمتها جماعات يمينية متطرفة.
ومنذ ذلك الحين، تزايدت التقارير حول حوادث الإساءة العنصرية والاعتداءات اللفظية والجسدية على المهاجرين، وفقًا للجمعية الثقافية الألمانية السورية.
وأكد سعيد سعيد، وهو مهاجر سوري يقيم في ألمانيا منذ سبع سنوات وعضو في الجمعية، أن الاعتداءات ضد المهاجرين في المدينة ارتفعت بأكثر من 70% بعد الحادثة، مضيفًا: "العنصرية كانت موجودة دائمًا، لكنها ازدادت بشكل ملحوظ بعد الهجوم".
وفي هذا السياق، شددت كتيفان أساتياني-هرمان، الرئيسة المنتخبة حديثًا للمجلس الاستشاري للاندماج والهجرة في ماغديبورغ، على أن الضحايا غالبًا ما يشعرون بأنهم متروكون دون دعم من السلطات السياسية والأمنية.
وأشارت إلى أن الشرطة في بعض الحالات تستهدف الضحايا أنفسهم بدلاً من ملاحقة الجناة، ما يثير مخاوف إضافية لدى المهاجرين الذين يخشون أن يؤثر الإبلاغ عن الحوادث على وضعهم القانوني في البلاد.
من جهتها، دعت عمدة المدينة، سيمون بوريس، إلى التكاتف المجتمعي، مؤكدة في بيان رسمي أن "التماسك والتضامن قيم أساسية في ماغديبورغ لا يمكن المساس بها"، مشيرة إلى تعزيز التعاون مع المجلس الاستشاري للاندماج والهجرة لمواجهة هذه التحديات.
وتُعد ماغديبورغ، الواقعة في شرق ألمانيا، معقلًا لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي يحقق حاليًا نسبة تأييد تبلغ نحو 20% على مستوى البلاد، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة قبل الانتخابات المقبلة.
وبالرغم من أن فرص الحزب في الوصول إلى السلطة بشكل مباشر لا تزال ضعيفة، إلا أن تصاعد نفوذه أدى إلى إعادة تشكيل الخطاب السياسي بشأن قضايا الهجرة في ألمانيا. وقد دفع هذا التوجه السياسيين التقليديين إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا حيال سياسات الهجرة.
وحذرت أساتياني-هرمان من أن نتائج الانتخابات المقبلة، لا سيما أي تقدم إضافي لحزب البديل من أجل ألمانيا، قد تؤثر بشكل دائم على المشهد السياسي والحياة اليومية للمهاجرين في المدينة.
وفي ظل هذه التطورات، طالب سعيد السلطات المحلية باتخاذ إجراءات جادة لحماية مجتمع المهاجرين، مشددًا على أن "ماغديبورغ يجب أن تبقى مدينة للتعايش، وليس ساحة للعنصرية والكراهية".
Today