لقاح نانوي يحقق نتائج واعدة في علاج سرطانات مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري
أعلن باحثون في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوثويرن نجاح لقاح نانوي تجريبي في القضاء التام على أورام سرطانية نقيلية في مرحلة متأخرة، مرتبطة بفيروس الورم الحليمي (HPV)، خلال تجربة أُجريت على فئران مصابة بتلك الأورام.
ونُشرت النتائج في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، مُشيرةً إلى إمكانية تطوير لقاح علاجي جديد لسرطانات مقاومة للعلاجات الحالية.
وصُمم اللقاح من جسيمات نانوية يبلغ قطرها 25–30 نانومتراً، تضم بوليمراً ومركباً دوائياً صغيراً يفعّلان معاً بروتين "STING المنبّه الجيني للإنترفيرون والمسؤول عن تحفيز المناعة—إضافةً إلى المستضد البروتيني E7، المشتق من فيروس HPV.
وعند إعطائه للفئران، وُجّهت الجسيمات إلى الطحال، حيث دخلت الخلايا المناعية وتفككت، ففعّل المكوّنان الدوائيان مسار STING، بينما درّب بروتين E7 الجهاز المناعي على استهداف الخلايا الحاملة له كخلايا سرطانية.
وأسفرت التجارب عن زوال كامل للأورام الأولية والنقيلية على حد سواء. وفي نموذج لسرطان الرئة النقيلي المرتبط بـ HPV، بقي 71% من الفئران على قيد الحياة بعد 60 يوماً من تلقي اللقاح، بالمقابل وفاة جميع الحيوانات المعالَجة بحاصرات نقاط التفتيش المناعية، المعيار الذهبي الحالي في علاج هذه السرطانات.
وعند دمج اللقاح مع تلك الأدوية، ارتفعت نسبة البقاء إلى 100%، ما يدل على تآزر علاجي واعد. كما أظهرت الفحوصات أن اللقاح آمن، دون أي علامات على سُمّية أو استجابة مناعية غير مرغوب فيها.
وقال الدكتور جينمينغ غاو، أستاذ في المركز الشامل لسرطان هارولد سي. سيمونز وبأقسام متعددة في الجامعة: "تقدم دراستنا وسيلةً آمنة وفعّالة لعلاج السرطانات التي انتشرت أو لم يعد بالإمكان استئصالها جراحياً. تطوير لقاح نانوي للاستخدام الجهازي في حالات السرطان النقيلي ليس سهلاً، لكننا تجاوزنا تحديات السُمية عبر تصميم علاجي محسّن".
يُقدّر أن فيروس الورم الحليمي (HPV) مسؤول عن نحو 37,800 حالة سرطان جديدة سنوياً في الولايات المتحدة، أبرزها سرطانات عنق الرحم والحلق واللسان، ولا تزال الفئات المصابة تفتقر إلى لقاح علاجي معتمد، رغم توفّر لقاح وقائي فعّال منذ سنوات.
ويستهدف اللقاح المقترح المرضى المصابين بأورام إيجابية لـ HPV، خصوصاً عند استحالة الاستئصال الجراحي ــ سواءً لانتشار المرض نقيلاً، أو لموقع الورم في مناطق يصعب الوصول إليها، أو لاستبعاد العلاج الإشعاعي سريرياً.
وأشار الدكتور غاو إلى أن النهج قابل للتعميم: فباستبدال بروتين E7 بمستضدات أخرى، يمكن تكييف المنصة لعلاج أنواع سرطانية متعددة. ولا تزال الدراسة في مرحلة ما قبل السريرية، لكن الفريق يعمل على استكمال التحضيرات للانتقال إلى التجارب السريرية على البشر، تمهيداً لاعتماد محتمل في المستقبل القريب.