دراسة جديدة توضح كيف تساهم السمنة في تسريع تطوّر سرطان الثدي
أظهرت دراسة حديثة نشرت في The American Journal of Pathology دور السمنة في تعزيز تطور سرطان الثدي، من خلال تسليط الضوء على مسار جزيئي محدد يعرف بمحور "الليبتين-إنزيم SCD"، الذي يساهم في تغييرات استقلابية ووظيفية في الخلايا السرطانية.
وتعتبر السمنة والسرطان من أبرز التحديات الصحية في عصرنا، إلا أن الرابط بينهما لم يكن مفهوماً بشكل كامل حتى الآن.
وقد أظهرت الدراسة الجديدة أن هرمون الليبتين، المنتج في خلايا الدهون، يحفز خلايا سرطان الثدي الإيجابية لمستقبلات الاستروجين على النمو، ما يؤدي إلى زيادة نشاط إنزيم الستيرويل-كوإنزيم A ديزستوريز (SCD)، وهو ما يعزز من نمو وحركية الخلايا السرطانية.
وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة إينس باروني من جامعة كالابريا بإيطاليا: "من خلال دمج تحليلات النسخ الجيني والليبيدات والوظائف الخلوية، كشفنا عن الدور الحاسم لمحور الليبتين-SCD في بيولوجيا سرطان الثدي..وتشير بياناتنا إلى أن زيادة نشاط الليبتين وSCD معًا تحدد مجموعة من سرطانات الثدي التي ترتبط بمعدل أقل للبقاء دون عودة المرض، وهو ما يمكن أن يشكل علامة تساعد في تصنيف المرضى وفقًا لمخاطرهم المتعلقة بالسمنة."
وأظهرت نتائج الدراسة أن تثبيط نشاط إنزيم SCD يقضي على تأثيرات الليبتين المسببة للورم، بما في ذلك تعزيز نمو الخلايا، وحركيتها، والتنفس الميتوكوندري، وإنتاج جزيئات الطاقة ATP.
وتوفر هذه النتائج تفسيرًا آليًا لكيفية مساهمة السمنة في تسريع تقدم سرطان الثدي الإيجابي للهرمون.
وأوضحت باروني: "لقد دهشنا لرؤية أن تثبيط SCD بشكل انتقائي يمكنه تقريبًا مواجهة جميع التأثيرات المحفزة للورم التي يسببها الليبتين، وهو ما يكشف عن نقطة ضعف واضحة في هذا المسار.. هذه النتائج تحمل وعودًا للمرضى المصابين بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الاستروجين، إذ يمكن لاستهداف SCD أن يحد من تقدم المرض لدى المصابات بالسمنة."
واستخدمت الدراسة تحليلات بيانات وإحصاءات على الخلايا، وتركز على التفاعلات بين الليبتين وإنزيم SCD في خلايا سرطان الثدي الإيجابية لمستقبلات الاستروجين.
ويشير تقرير المنظمة العالمية للسمنة لعام 2025 إلى أن عدد البالغين المصابين بالسمنة حول العالم قد يصل إلى 1.13 مليار شخص بحلول عام 2030.