من كوب 30 إلى البيت الأبيض.. هل ستمهد رحلة الشرع الدولية لحقبة جديدة في سوريا؟
غادر رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع العاصمة دمشق متوجهاً إلى البرازيل للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 30) قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي سوري لوكالة فرانس برس الأربعاء.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته: "غادر الرئيس الشرع سوريا باتجاه البرازيل في زيارة تمتد حتى 8 تشرين الثاني/نوفمبر للمشاركة في قمة المناخ، وسيتوجه بعد ذلك إلى واشنطن".
أول زيارة للرئيس الشرع إلى أميركا الجنوبية
تُعقد القمة الثلاثون لتغير المناخ في مدينة بيليم الساحلية بالبرازيل بين يومي 10 و21 تشرين الثاني/نوفمبر، فيما يجتمع رؤساء الدول والحكومات بين يومي 6 و7 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتعد هذه الزيارة الأولى للرئيس الشرع إلى أميركا الجنوبية، في خطوة دبلوماسية بارزة على الصعيد الدولي.
زيارة رسمية تاريخية إلى واشنطن
أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أن الشرع سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، لتصبح هذه أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى البيت الأبيض.
وتعد هذه الزيارة الثانية للشرع إلى الولايات المتحدة بعد مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي بنيويورك، حيث أصبح أول رئيس سوري منذ عام 1967 يلقي كلمة أمام المنظمة الدولية.
وكان رئيس المرحلة الانتقالية قد أجرى سلسلة لقاءات دبلوماسية على هامش الاجتماعات، كان من بينها لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء 24 سبتمبر/أيلول، بحضور ميلانيا ترامب.
وأفادت رئاسة الجمهورية العربية السورية في بيان نشرته عبر منصة إكس: "التقى السيد أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية، مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية، السيد دونالد ترامب، خلال حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الأميركي على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك بحضور السيدة ميلانيا ترامب".
وكان الرئيسان قد التقيا سابقًا في السعودية على هامش زيارة ترامب لعدد من دول الخليج في مايو/أيار الماضي.
أولويات المحادثات: السلام ومكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أمس الثلاثاء إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم لقاء نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل.
وأضافت في مؤتمر صحفي "عندما كان الرئيس في الشرق الأوسط، اتخذ قرارا تاريخيا برفع العقوبات المفروضة على سوريا لمنحها فرصة حقيقية للسلام، وأعتقد أن (واشنطن) ترى إحراز تقدم جيد على هذا الصعيد في ظل القيادة السورية الجديدة".
بدوره أوضح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن محادثات الشرع مع ترامب ستتناول مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وإعادة الإعمار في سوريا بعد حرب استمرت أكثر من 14 عاماً.
وأفاد الشيباني خلال مشاركته في منتدى "حوار المنامة" بالبحرين بأن الزيارة ستركّز على ثلاث أولويات رئيسية: رفع ما تبقى من العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، دعم جهود إعادة الإعمار، وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة تنظيم (داعش).
وقال: "لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار العقوبات"، مشدداً على أن بلاده "بحاجة للدعم الدولي" في مواجهة التهديدات الإرهابية التي لا تزال قائمة.
كما أشار المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك إلى أن الشرع قد يوقع خلال الزيارة اتفاق الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة.