فيديو - نساء إيران على درّاجات نارية: بين تحدي القوانين والقبول الاجتماعي
عندما جمعت ميرآت بهنام، البالغة من العمر 38 عامًا، ما يكفي من الشجاعة لقيادة دراجتها النارية الصفراء عبر شوارع طهران المزدحمة وصولًا إلى المقهى الذي تديره، لم يكن الازدحام المروري أكبر همّها.
بل كانت تستعد لتلقّي نظرات استهجان، أو تعليقات مسيئة، أو حتى أن يتم إيقافها من قِبل الشرطة لمجرّد كونها امرأة تقود دراجة نارية، وهو أمر لطالما اعتُبر مرفوضًا من قبل المحافظين ورجال الدين المتشددين في إيران.
لكنّ بهنام فوجئت بقبولٍ واسع على الطريق، لتصبح جزءًا من إعادة نظرٍ أوسع تقوم بها نساء إيران تجاه التوقعات الاجتماعية.
ورغم أنّ هذا التغيير ليس شاملًا، خصوصًا مع دعوات السياسيين المتشددين إلى إعادة فرض قوانين الحجاب، بعد حملة التضييق على المثقفين التي تلت الحرب الإيرانية – الإسرائيلية في يونيو، إلا أنه يُعتبر تحولًا لافتًا في المجتمع.
مواجهة القوانين
على مدى سنوات، كان هناك سببان رئيسيان يمنعان النساء من قيادة الدراجات النارية أو السكوتر في إيران.
أولًا، تنصّ القوانين المرورية على أنّ رخص قيادة الدراجات النارية تُمنح فقط لـ"الرجال"، وهي صيغة محددة جنسانيًا في لغةٍ تُعد في الأصل محايدة من حيث الجنس.
ثانيًا، هناك البعد الثقافي. فرغم أن النساء في إيران يشغلن وظائف ويشتركن في الحياة السياسية ويحملن رخص قيادة سيارات، فإن الثورة الإسلامية عام 1979 فرضت فهماً محافظاً ومتشدداً لدور المرأة وسلوكها العام، بما في ذلك قانون الحجاب الإلزامي الذي أشعل احتجاجات واسعة عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني إثر توقيفها بدعوى "عدم ارتداء الحجاب بشكل لائق".
وبحسب بعض رجال الدين المحافظين والمتشددين، فإن قيادة المرأة للدراجة النارية تُعتبر محرّمًا في الإسلام، لأنها تُظهرها بشكلٍ لافت.
ومع ذلك، يزداد عدد النساء اللواتي يجلسن خلف المقود يومًا بعد يوم.
إلا أنّ منع النساء من القيادة يتعارض مع واقع طهران، حيث تُقدَّر شوارعها بأكثر من أربعة ملايين سيارة وأربعة ملايين دراجة نارية تسير يوميًا.
ولعقودٍ، شوهدت النساء في عباءاتهن السوداء (الشادور) وهنّ يجلسن جانبياً خلف الرجال على الدراجات.
لكن بعد أن بدأت بعض النساء بالتخلي عن الحجاب، تزايدت الحالات التي تتولى فيها النساء القيادة بأنفسهن، لتفادي رسوم الازدحام المروري المفروضة على السيارات، والتي قد تتجاوز 20 مليون ريال (نحو 20 دولارًا) شهريًا.
ورغم أنهن ما زلن يشكّلن نسبة صغيرة من حركة المرور، إلا أن وجودهن بات أكثر وضوحًا في شوارع العاصمة.
وبالنسبة لكثيرين، أصبح الموضوع ذا بُعد سياسي.
فقد تزايدت التكهّنات بأن حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود پزشكيان، الذي دعا إلى انفتاحٍ أكبر على الغرب قبل الحرب، قد تسعى إلى تعديل القوانين للسماح للنساء بالحصول على رخص قيادة الدراجات النارية.
كما دعت وسائل إعلام إصلاحية، تسعى إلى إصلاح النظام من الداخل، إلى إقرار هذا التغيير.