خطة أميركية "مزدوجة" في فنزويلا: عمليات سرّية محتملة.. ومفاوضات "خلف الستار" مع مادورو
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب صادق على خطط وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لاتخاذ إجراءات سرية في فنزويلا، وهي عمليات قد تهدف إلى تمهيد الأرضية لأي تحرك لاحق، وفقًا لمصادر.
وقالت الصحيفة إنه لم يتضح بعد طبيعة هذه الإجراءات السرية أو موعد تنفيذ أي منها، وأشارت إلى أن ترامب لم يأذن بعد بنشر قوات قتالية على الأرض، "لذا فإن المرحلة التالية من حملة الضغط المتصاعدة على حكومة نيكولاس مادورو قد تشمل التخريب أو عمليات إلكترونية أو نفسية أو معلوماتية".
تصعيد متواصل
كانت واشنطن قد أطلقت حملة أسمتها "عملية الرمح الجنوبي"، حشدت فيها أكبر عدد من قوات البحرية الأميركية في البحر الكاريبي منذ أزمة الصواريخ الكوبية وحصار كوبا عام 1962.
وقد وصلت حاملة الطائرات "جيرالد ر. فورد" إلى المنطقة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويتواجد حاليا 15 ألف جندي، بينهم مشاة البحرية على السفن البرمائية وعناصر في قواعد عسكرية في بورتوريكو.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أنه اعتبارًا من 24 نوفمبر الجاري، ستصنف "كارتل دي لوس سوليس" كمنظمة إرهابية.
وستسمح هذه الخطوة لإدارة ترامب بإدراج جزء واسع من حكومة مادورو ضمن لائحة الإرهاب، ما يمهد الطريق للعمل العسكري ويزيد الضغط على الحكومة.
محادثات "سرية"
مع ذلك، يقول التقرير إن الرئيس لم يتخذ قرارًا بعد بشأن الخطوة العامة التي سينفذها في فنزويلا، ولم يوضح هدفه النهائي بخلاف الحد من تدفق المخدرات من المنطقة.
لكن مسؤولي الجيش ووكالة الاستخبارات أعدوا خيارات متعددة لسيناريوهات مختلفة، منها قوائم بمرافق محتملة لتصنيع المخدرات يمكن استهدافها، أو وحدات عسكرية قرب مادورو يمكن ضربها.
وتقول "نيويورك تايمز" إن ترامب عقد اجتماعين بالبيت الأبيض الأسبوع الماضي لمناقشة ومراجعة الخيارات مع مستشاريه الكبار. ومن المرجح أن تتقدم أي عملية سرية من وكالة الاستخبارات على مثل هذه الضربات العسكرية.
ورغم هذه الإجراءات، أعرب الزعيم الجمهوري عن انفتاحه على الحوار مع نظيره نيكولاس مادورو، وسمح بجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة معه وفقًا للمصادر.
"تنازلات" من مادورو
وفي هذه المحادثات غير الرسمية، أشار مادورو إلى استعداده لمنح شركات الطاقة الأميركية الوصول إلى ثروات بلاده النفطية. وأقر ترامب بهذه المحادثات جزئيًا يوم الأحد، قائلاً: "قد نجري بعض المناقشات مع مادورو، وسنرى كيف ستسير الأمور".
وأفاد المسؤولون الفنزويليون للأميركيين بأن مادورو قد يكون مستعدًا للتنحي بعد فترة انتقالية تمتد من سنتين إلى ثلاث سنوات، وفق المطلعين، لكن أي تأجيل في تنازله عن السلطة مرفوض تمامًا من البيت الأبيض.
ورغم الجمود الظاهر، تشير المفاوضات غير المباشرة إلى أن الحل الدبلوماسي ما زال ممكنًا. وتقول المصادر إن النتيجة التي يفضلها الرئيس ترامب لم تتضح بعد، إذ قد يوافق على صفقة دبلوماسية للوصول إلى موارد النفط الفنزويلية، أو يضغط على مادورو للتنحي طواعية عن الحكم، أو يطالب بإزالته بالقوة من السلطة.
Today