أهمية المشي بذكاء... بحث جديد يكشف مفاجآت عن صحة القلب
 
                        في اكتشاف علمي جديد يعيد النظر في مفهوم النشاط البدني، كشفت دراسة بريطانية شملت أكثر من 33 ألف بالغ أن أسلوب المشي وطريقته قد يكونان عاملين حاسمين في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، تمامًا كما هو الحال مع عدد الخطوات اليومية التي يقطعها الإنسان.
المشي القصير لا يساوي المشي الطويل
الدراسة، التي تابعت أشخاصًا تقل خطواتهم اليومية عن 8 آلاف، وجدت أن الطريقة التي يمشي بها الفرد "سواء عبر فترات قصيرة متقطعة أو جلسات أطول متواصلة" تؤثر بشكل مباشر على خطر الوفاة أو الإصابة بأمراض القلب.
وأشارت النتائج إلى أن أولئك الذين يمشون لفترات أطول وبشكل مستمر، يتمتعون بمعدلات وفيات أقل وصحة قلبية أفضل مقارنة بمن يكتفون بالمشي في فترات وجيزة على مدار اليوم.
هذه النتائج، التي نُشرت في مجلة Annals of Internal Medicine، تفتح الباب أمام مقاربة جديدة لمفهوم النشاط البدني، حيث لا يكفي فقط الوصول إلى عدد معين من الخطوات، بل يجب النظر إلى نوعية الجهد المبذول ومدته.
أمراض القلب... القاتل الأول في العالم
تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية ، مثل مرض الشريان التاجي، فشل القلب، والسكتة الدماغية، السبب الأول للوفاة حول العالم.
ويرى الباحثون أن أنماط الحياة الحديثة، التي تتسم بقلة الحركة والنظام الغذائي غير الصحي والتدخين، تزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض بشكل كبير.
ولأن المشي من أبسط وأيسر أشكال النشاط البدني، فقد أصبح محور اهتمام الباحثين في السنوات الأخيرة، في محاولة لفهم كيف يمكن لتحسين عادات المشي أن يساهم في خفض معدلات المرض والوفيات.
تحليل ضخم لبيانات أكثر من 33 ألف شخص
اعتمدت الدراسة على بيانات مأخوذة من مشروع البنك الحيوي البريطاني "UK Biobank"، وهو قاعدة بيانات صحية ضخمة تتابع المشاركين على مدى سنوات لفهم العلاقة بين أنماط الحياة والأمراض.
تم تحليل بيانات 33,560 بالغًا، جرى تقسيمهم وفقًا لمدة جلسات المشي اليومية المعتادة، وأظهرت النتائج أن متوسط عدد الخطوات اليومي بلغ نحو 5,165 خطوة فقط، ما يشير إلى أن أغلب المشاركين كانوا قليلي النشاط البدني.
لكن ما لفت انتباه الباحثين هو أن من اعتادوا المشي لفترات متواصلة أطول كانوا أقل عرضة للوفاة أو الإصابة بأمراض القلب.
على سبيل المثال، انخفض خطر الوفاة خلال فترة متابعة امتدت لتسع سنوات ونصف من أكثر من 4% إلى أقل من 1% لدى من يمارسون المشي لفترات طويلة.
أما خطر الإصابة بأمراض القلب، فانخفض من نحو 13% إلى أقل من 5% مع زيادة مدة جلسات المشي.
المشي الهادف.. وصفة وقائية بسيطة
يرى القائمون على الدراسة أن هذه النتائج تحمل دلالات عملية مهمة للأشخاص الذين يعيشون نمط حياة يغلب عليه الجلوس أو قلة النشاط، فبدلًا من التركيز فقط على تحقيق عدد معين من الخطوات، يُنصح بالحرص على ممارسة جلسات مشي أطول ومستمرة، حتى وإن كانت بضع مرات يوميًا.
ويؤكد الباحثون أن المشي الهادف أ"ي المشي بنية التمارين لا التنقل فقط" يمكن أن يحسن صحة القلب ويطيل العمر، مشيرين إلى أن دمج هذا السلوك البسيط في الروتين اليومي قد يكون من أكثر الوسائل فعالية وسهولة لتعزيز الصحة العامة والوقاية من أمراض القلب.
Today
