...

Logo Yotel Air CDG
in partnership with
Logo Nextory

وجبة العشاء وتأثيرها الخفي.. ضبط سكر الدم صباحًا والوقاية من الإصابة بالمرض

Civilization • Sep 20, 2025, 2:01 PM
1 min de lecture
1

أشارت دراسة حديثة إلى أن توقيت ومكونات الوجبة الأخيرة من اليوم قد يلعبان دورًا محوريًا في ضبط مستويات "الغلوكوز الصائم" صباح اليوم التالي، وهو مؤشر يُعد أساسياً في تقييم خطر الإصابة بالسكري.

وجبة المساء وتأثيرها على سكر الصباح

البحث الذي أجرته جامعة كاتالونيا المفتوحة (UOC) بالتعاون مع مؤسسات بحثية أمريكية، أوضح أن ما يأكله الشخص مساءً – سواء من حيث الكمية أو النوعية – قد يكون حاسمًا خصوصًا لدى المصابين بمرحلة ما قبل السكري (Prediabetes) أو خلل سكر الدم (Dysglycemia)، وهو اضطراب يتميز بمستويات غير طبيعية للغلوكوز.

وتكشف الدراسة أن تأخير توقيت العشاء أو تناول كميات مرتفعة من الكربوهيدرات يعرقل تنظيم الغلوكوز خلال الليل، مما يرفع من صعوبة السيطرة على سكر الدم في الصباح.

في المقابل، يظل المحتوى الغذائي للوجبة – وخاصة كمية الكربوهيدرات وحمولتها الغلوكوزية (Glycemic Load) – عاملاً جوهريًا في التحكم بالمستويات الليلية.

أرقام مقلقة في إسبانيا

ووفقًا لـ الأطلس العالمي للسكري، تحتل إسبانيا المرتبة الخامسة في أوروبا من حيث انتشار المرض، حيث يصيب 14% من السكان، أي أكثر من خمسة ملايين شخص، وتُقدَّر كلفته على النظام الصحي بأكثر من 14 مليون يورو سنويًا.

ماذا تقول النتائج؟

شارك في التجربة 33 شخصًا من الرجال والنساء، تراوحت أعمارهم بين 50 و75 عامًا، جميعهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة وفي مرحلة ما قبل السكري.

وبعد يوم غذائي مضبوط من حيث المحتوى والتوقيت، ارتدى المشاركون أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (Continuous Glucose Monitor) لقياس مستويات سكر الدم بدقة على مدار الليل.

أظهرت النتائج أن حساسية الإنسولين (Insulin Sensitivity) لدى الفرد تلعب دورًا أساسيًا في تحديد مدى الاستجابة الغلوكوزية. وهذا ما دفع الباحثة المشاركة ديانا دياز-ريزولو للتأكيد على ضرورة أن تكون التوصيات الغذائية أكثر تخصيصًا، بحيث تراعي ليس فقط كمية الكربوهيدرات بل أيضًا توقيت الوجبة والنمط الإيقاعي الحيوي للفرد (Chronotype)، أي ما إذا كان شخصًا صباحيًا أم مسائيًا.

توصيات للوقاية من السكري

تشير الدراسة إلى أن الوقاية من السكري يمكن أن تبدأ بخطوات بسيطة، أبرزها: ضبط مكونات وجبة العشاء وتجنّب الإفراط في الكربوهيدرات، وتكييف كمية الكربوهيدرات مع درجة حساسية الإنسولين لدى المريض، إضافة إلى مراعاة توقيت تناول الطعام لتفادي الارتفاعات الليلية في الغلوكوز.

الذكاء الاصطناعي.. ثورة في إدارة السكري

لم يتوقف البحث عند التوصيات الغذائية، بل امتد إلى جانب تقني. فقد عرض فريق الدراسة في مؤتمر الجمعية الأمريكية للسكري منهجية جديدة تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لقياس مدة الصيام البيولوجي الليلي (Biological Overnight Fast – BOF) بدقة، وهو مؤشر قد يشكّل معيارًا جديدًا للصحة الأيضية.

ويقول الباحثون إن دمج أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة مع هذه الخوارزميات يفتح الباب أمام فهم أعمق لتأثير توقيت ونوع وجبة المساء على الغلوكوز، بالاضافة الى تحديد أنماط استقلابية فرعية واستجابات مختلفة بعد الأكل، وهي أمور لم يكن ممكنًا كشفها بالطرق التقليدية، كما أنه يساعد في تطوير استراتيجيات علاجية أكثر شخصنة (Personalized Medicine) بناءً على خصائص المريض الجينية واللاجينية وميكروبيوم الأمعاء.

تؤكد دياز-ريزولو أن الذكاء الاصطناعي في الطب يفتح آفاقًا جديدة، خصوصًا في الأمراض الأيضية، إذ يساعد على التنبؤ المبكر بخطر الإصابة بالسكري ومضاعفاته، ويُسهم في تصميم علاجات مخصصة تراعي الفروق الفردية بدقة غير مسبوقة.