...

Logo Yotel Air CDG
in partnership with
Logo Nextory

شيفرة هتلر الوراثية تخرج إلى الضوء: سرّ خطير في جيناته يُكشف لأول مرة

Civilization • Nov 18, 2025, 2:26 PM
1 min de lecture
1

كشف باحثون بريطانيون عن نتائج تحليل جيني لقطعة قماش ملوّثة بدماء أدولف هتلر، حصل عليها ضابط أمريكي من داخل مخبئه في برلين عام 1945، ليتبيّن أن زعيم ألمانيا النازية كان يعاني من اضطراب جنسي وراثي نادر يُعرف باسم "متلازمة كالمان"، وهو خلل جيني يعيق البلوغ الطبيعي ويؤثر على تطور الأعضاء التناسلية ومستويات الهرمونات.

وسيُعرض البحث ضمن فيلم وثائقي على قناة "Channel 4" البريطانية بعنوان "Hitler’s DNA: Blueprint of a Dictator" (الحمض النووي لهتلر: المخطط الجيني لطاغية).

وقالت البروفسورة توري كينغ، عالمة الوراثة في جامعة ليستر والمشرفة على الدراسة، إن نتائج التحليل الجيني كانت "صادمة"، مضيفةً: "لو اطّلع هتلر على جيناته، لأرسل نفسه إلى غرف الغاز، لأنها لم تكن لتتوافق مع معاييره العنصرية."

ورغم تردد عدة مختبرات في المشاركة في الدراسة بسبب حساسية الموضوع، رأت كينغ أن إجراء البحث كان "ضرورة علمية وتاريخية" لتفادي ترك الأمر في يد من قد يستخدمه لأغراض غير أخلاقية.

اضطراب أثر على حياته الخاصة

تشير النتائج إلى أن متلازمة كالمان ربما كانت سبباً في عجز هتلر عن إقامة حياة جنسية أو عاطفية طبيعية، الأمر الذي دفعه إلى تكريس حياته بالكامل للسياسة، خلافاً لبقية قادة الحزب النازي الذين كانت لهم أسر أو علاقات.

ويقول المؤرخ الألماني أليكس جاي كاي إن هذا الجانب الشخصي من شخصية هتلر "قد يفسّر تفرّغه التام للسلطة وتفرّده في قيادة الحركة النازية إلى أقصى حدود التطرف".

وتدعم نتائج الدراسة تقارير طبية سابقة كشفت أن هتلر كان يعاني من خصية غير نازلة، وهي إحدى علامات الاضطراب الوراثي المكتشف، ما يزيد من فرضية أن معاناته الجسدية والنفسية تركت آثاراً على سلوكه وطموحاته السياسية.

"لا أصول يهودية"

أما بخصوص الشائعات القديمة التي تحدثت عن أصول يهودية لهتلر، فقد نفت الدراسة ذلك تماماً، مؤكدة أن حمضه النووي يعود إلى أصول ألمانية نمساوية خالصة، وهو ما كان هتلر نفسه قد أمر بإثباته في ثلاثينيات القرن الماضي.

وقد برزت هذه الشائعة مجددًا في سياقات سياسية حديثة، حين ادّعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عام 2022 أن لهتلر "دمًا يهوديًا".

وإلى جانب الاضطراب الجسدي، أظهرت التحاليل أن هتلر كان يحمل مؤشرات جينية مرتبطة باحتمال الإصابة باضطرابات مثل التوحّد، والفصام، والاضطراب ثنائي القطب. إلا أن العلماء شددوا على أن هذه النتائج لا تمثل تشخيصاً دقيقاً، بل احتمالات إحصائية لا يمكن أن تفسّر سلوك هتلر أو تبرّره.

"الجينات لا تفسّر الشر"

قال الدكتور أليكس تومبانيديس من جامعة كامبريدج:"من الممكن أن تركيبة دماغه لم تساعده، لكن لا يمكن لأي مصطلح طبي أن يشرح الوحشية التي مارسها.. لا يمكن تشخيص الشر بالجينات."

وأكدت كينغ أن هدف البحث ليس إيجاد تبريرات أو أعذار، بل توضيح أن الحمض النووي ليس قدراً محتوماً، قائلة: "لا يمكن رؤية الشر في الجينوم.. الجينات ليست أكثر من جزء صغير من لوحة معقدة رسمها التاريخ والمجتمع والظروف."

ويخلص البحث إلى أن هتلر كان نتاجاً لتفاعل عوامل متعددة: كبيئة طفولة قاسية وتجارب الحرب العالمية الأولى واضطرابات داخلية لم يُفهم تأثيرها آنذاك.